نتعجب كثيراً من قيادة تتصدر المشهد لتلقي بيانات مفرغة وخطابات بائسة ومملةأغلبها مكررة يخلو مضمونها من القرار السياسي الفعال ، فبعد مرور أكثر منسبع سنوات من النضال السلمي الجنوبي ، وبعد أن تفهم العالم مطالبنا واستجابالإعلام لمناشداتنا وأهتم بما يدور من حولنا أستطاعوا الشباب أن يحولوافعالية 14 أكتوبر إلى اعتصام مفتوح ولكن ما أدهشنا وأفزعنا هو غياب ذلكالموعد الذي انتظرناه من تقارب بين تلك القيادات لإعلان موقف موحد وتصعيداتمدروسة تحت صوت قيادي واحد ، وهذا ما جعل فعالية ذكرى 30 نوفمبر تمر مرورالكرام كسابقها ، بينما وعود قياداتنا تبخرت وكرست الحديث عن تفريخ مكوناتتمزق ثورتنا حتى كادوا أن يصيبوا الشارع بالإحباط من دون خجل من دماءالشهداء ولا مراعاة لشعور المواطنين الذين يدينون لهم بالولاء .
إنمن أسباب عدم تقارب القيادات وإعلان مجلس موحد للجميع أسباب كثيرة ، منهاصراع الماضي الذي يلقي بظلاله على العمل الوطني مما جعلوا من قضيتناالعادلة مجرد وعودات وحسابات ، غير آبهين بدماء الشهداء ومعاناة المواطنينوخطر الأعداء ، ومن بينها الارتهان للمشاريع الخارجية وتنفيذ تلك الأجندة ،وعليهم ينطبق الواقع إن من أرتفع من مكانته كمواطن إلى منصب القائد بمحضالصدفة لايواجه سوى متاعب قليلة حتى يصل لهذه المكانة ، إلا أنه يواجه كثيرمن المصاعب عندما يحاول الحفاظ على مكانته وحبه في قلوب الشعب ، وهذا ماأثبتته الأيام فالشارع قريباً سيعلن موقفه الموحد من هذا العبث الحاصلبثورته ومجهوده من قبل هؤلاء الأباطرة الذين أصبح المواطن يعاني منهم كمايعاني من سلطات الاحتلال مع الفارق في شدة الألم ونوع الوسيلة التي تصب حممنارها على كاهل الشعب .
من يريد وطن عليه أن لا يفكر بملكية سابقةللسلطة وأن لا يتذكر الماضي وأن لايحتكر القرار ، فالوطن فوق نرجسيةالواهمين ، من يريد وطن عليه أن يكف عن الإقصاء والتهميش فالجنوب لجميعأبناءه ويجب أن لا يستثني أحد من مطلع العام 1967م إلى وقتنا الحالي بعيداًعن الوصاية والثأر والانتقام .
إن الشعب لا يبالغ إذا ما دعا إلىاقتلاع القيادة العاجزة على التقارب والتفاهم وتغليب مصلحة الوطن العليا ،فمنهم من يعرض عن العودة ومشاركة الشعب آلامه فكيف نصفهم بالقيادات ،، وهليتذكروا كم رفع الشعب صورهم وتغنى بهم وهمما زلوا يرقصون على دماءالابرياء ويتبادلون الاتهامات فيما بينهم .!
المرحلة اليوم تتطلبقيادات شبابية مؤهلة خالية من الفكر المنزوي والفوضوي الغير مرغوب فيه ،لأن الإقليم والعالم أصبح يتبرأ من الاشتراكية ولن يتعامل معكم كدولة إلامتى ما توفرت نوايا جادة وبيئة خصبة للرأسمالية كنظام يكفل البناء والتطوروالشراكة والتعايش السلمي والقبول بالأخر . الجنوب ولادة بالكوادر ومليئةبالكفاءات ، لهذا من السهل إيجاد قيادة للمرحلة ، وسيتم ذلك عندما نعيدالدور لكل محافظة بترشيح من تراهم مناسبين ليشكلوا مجلس مؤقت يقود الثورةبشرط أن يبقوا من أجمع الشعب على فشلهم كمرجعيات بعيدة عن التحكم بالقرار .
ومانسمعه اليوممن مبادرات نقول لهم الحلول لا تفرض إذا ما توافقت مع تطلعاتالشعب ، ولهذا حل القضية الجنوبية حلاً عادلاً يجب أن يكون بمنح الشعب حقهالقانوني في اختيار مستقبله عبر استفتاء شعبي يقرر من خلاله مصيره ويختارشكل ونظام الحكم الذي يريده ،، وأن المطالب يجب أن لا تذهب أبعد من استعادةدولة ذكر أسمها نصا في اتفاقية الوحدة .
اليوم عادة تحالفات القوى الشمالية للواجهة من جديد ، متى يجدر بنا الحذر من تحالفات صنعاء فهي تتقاتل اليوم وتتحالف في الغد لأجل صد الجنوب وإبقاءه تحت الوصاية للحفاظ على مصالحها !! . هل لنا في هذه القوى عبرة ؟ دماءهم ما زالت تنزف وبيوتهم مهدمة وأياديهم تتصافح ، ونحن ما زلنا ننكأ جراح الماضي الذي مر عليها أكثر من 28 عام ، فأي وطنية نحمل وأي مستقبل ننشد لأجيالنا . هنا تكمن عظمة الشعب الجنوبي بالإصرار على إستعادة دولته وإنتزاع حقوقه .! وكم هو مؤسف ومؤلم أن يكونوا قياداتنا هم سبب كل هذه المأساة .. ورغم كل ذلك ستظل قضيتنا عادلة و منتصرة وسوف يحقق الشعب هدفه وطموحه وكل تطلعاته