وسط الحراك التعليمي الذي تشهده محافظة لحج، وفي ظل التحديات التي تواجه المدارس الحكومية والخاصة على حد سواء، كان لنا هذا اللقاء الخاص مع الأستاذة حنان حسين عمر بارجاش، مديرة رياض ومدارس "بيت التعلُم الحديثة" – القسمين العربي والإنجليزي – للحديث عن واقع التعليم، وطموحات المدرسة، والرؤية المستقبلية التي تسعى إليها.
■ كيف تصفين واقع التعليم في لحج من خلال تجربتكم في "بيت التعلُم الحديثة"؟
الواقع بلا شك مليء بالتحديات، لكنه كذلك زاخر بالفرص. لدينا طلاب متعطشون للعلم، وأولياء أمور يؤمنون بالتعليم كأداة لبناء المستقبل. نحن نعمل في بيئة ليست مثالية، ولكن بإصرارنا وبمساعدة فريقنا الأكاديمي نتمكن من صنع الفارق.
■ يشهد لكم الكثير بأنكم أحدثتم نقلة نوعية في التعليم بالمحافظة.. ما السر؟
السر في الإيمان بالفكرة، والرؤية الواضحة. في "بيت التعلُم الحديثة" نعتمد على أساليب تعليم حديثة، ومناهج دولية تواكب متطلبات العصر، ونهتم كثيرًا بالجانب المهاري والنفسي للطفل.
كما أن مؤهلات الكادر الإداري والتعليمي تلعب دورًا كبيرًا؛ فمثلًا، أنا حاصلة على بكالوريوس في اللغة الإنجليزية وبكالوريوس في علم التعليم من جامعة كامبردج البريطانية، إضافة إلى بكالوريوس مونتيسوري من أكاديمية نايس – كوتشين، الهند. هذه الخلفية العلمية ساعدتني كثيرًا في بناء فلسفة تربوية شاملة ومتكاملة داخل المدرسة.
■ حدثينا عن القسم الإنجليزي في المدرسة، كونه الأول من نوعه في لحج؟
القسم الإنجليزي هو بالفعل تجربة رائدة في المحافظة، وقد واجهنا تحديات كبيرة في بدايته، خاصة في استقطاب كادر مؤهل. لكننا استطعنا تكوين فريق متميز من المعلمات المؤهلات، بعضهن يحملن خبرات دولية. اليوم، هناك وعي متزايد لدى الأهالي بأهمية اللغة، وهذا ما يدفعهم للتسجيل في القسم الإنجليزي.
■ من يقف خلف هذه الرؤية وهذا الدعم؟
كل نجاح يقف خلفه داعم مؤمن ومخلص، وهنا لا يسعني إلا أن أُشيد بالدور الكبير الذي يقوم به رئيس مجلس الإدارة المهندس محمد حسين بارجاش، وهو خريج كلية الهندسة المعمارية من جامعة الملك عبدالعزيز – جدة، المملكة العربية السعودية.
رؤيته الحديثة ودعمه المتواصل كانا حجر الأساس في النهوض بالمؤسسة، سواء من حيث البنية التحتية أو الدعم الأكاديمي أو حتى الأنشطة اللاصفية.
■ ما الذي يميز "بيت التعلُم الحديثة" عن باقي المدارس؟
لدينا بيئة تعليمية تحفيزية، نهتم بكل التفاصيل التي تصنع الفارق. مناهجنا تعتمد على تنمية التفكير النقدي، والتعلّم القائم على المشاريع، واستخدام التكنولوجيا الحديثة داخل الفصول.
كما نفتخر بالمركز الصيفي الذي نقدمه كل عام، والذي يجمع بين المتعة والتعليم، ويحظى بإقبال كبير من طلاب المحافظة.
■ وهل تواجهون صعوبات رغم هذا التميز؟
بالطبع، أبرزها ضعف البنية التعليمية العامة في المحافظة، وقلة الموارد. لكننا نُعوّل على العزيمة والكفاءة، ونواصل السير بخطى ثابتة رغم كل التحديات.
■ ما رؤيتكم المستقبلية؟
نطمح إلى أن تكون مدرستنا نموذجًا وطنيًا يحتذى به في التعليم الحديث، ونهدف لتوسعة الأقسام، وافتتاح مراحل دراسية جديدة، مع الاستثمار المستمر في تدريب وتأهيل الطاقم التعليمي والإداري.
■ كلمة أخيرة؟
التعليم مسؤوليتنا جميعًا، وهو مفتاح المستقبل. وأقول لكل معلم ومعلمة: أنتم تصنعون الأمل، ولكل ولي أمر: أنتم شركاءنا في النجاح.
وأجدد شكري للمهندس محمد بارجاش على دعمه المستمر، ولكل من يؤمن برسالتنا ويساهم في صناعة جيلٍ واعٍ ومتعلم.