آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-01:25م
أخبار المحافظات

السرطان في تعز.. تزايد أعداد المرضى نتيجة نقص العلاج

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - 10:05 ص بتوقيت عدن
السرطان في تعز.. تزايد أعداد المرضى نتيجة نقص العلاج
(عدن الغد)متابعات:

يواجه مرضى السرطان في محافظة تعز، تحديات وصعوبات يومية في تلقّي العلاج، نتيجة ضعف الخدمات الطبية ونقص الأدوية، وعدم توفر مستشفيات ومراكز صحية مؤهلة لمواجهة المرض الذي يزداد انتشاره سنوياً.

أصيب معتز أحمد بمرض بسرطان الأمعاء. ومع افتقاد الرعاية الطبية المناسبة انتشر المرض في أجزاء أخرى من جسمه، وبعدما أجرى عدداً من العمليات الجراحية، بات اليوم في منزله عاجزاً عن الأكل حيث يعتمد فقط على المغذيات، وفقد أكثر من 40 كيلوغراماً من وزنه، وصار جسمه مكوناً من عظام مكسوة بالجلد. ويقول لـ"العربي الجديد": "للأسف الشديد نعاني من ضعف القطاع الصحي بشكل كبير في تعز، وغياب الرعاية الصحية المناسبة لمرضى السرطان، في ظل وضع اقتصادي بالغ الصعوبة لا يمنح المرضى القدرة على السفر إلى خارج البلاد لتلقي العلاج. للأسف دهمني مرض السرطان، وأجريت أكثر من عملية لاستئصال أجزاء من الأمعاء، وعانيت من مضاعفات مرضية حتى انتشر السرطان في أجزاء من جسمي".

معتز هو أحد مرضى السرطان في تعز الذين يفتقرون إلى الرعاية والخدمات الطبية المناسبة، في ظل ضعف خدمات القطاع الصحي الذي تأثر بالحرب التي تشهدها البلاد منذ أكثر من 10 سنوات.

ويبلغ عدد سكان محافظة تعز 5 ملايين، وهي الأكثر احتضاناً للسكان في اليمن، لكنها لا تضم إلا مركزاً وحيداً لعلاج السرطان، هو مركز الأمل الذي يواجه العديد من التحديات، أبرزها قلّة الدعم والإمكانات ونقص الموارد والمعدات الطبية لتلبية الاحتياجات المتزايدة الناتجة عن ارتفاع عدد الحالات.

ويفتقر المركز إلى العديد من الأجهزة الطبية المهمة، مثل جهاز التصوير المقطعي وجهاز تصوير الثدي الشعاعي وجهاز المسح الذري، ويعاني من نقص حاد في توفير الأدوية، ما يزيد من معاناة المرضى الذين يجدون صعوبة في الحصول على أبسط الخدمات الصحية المناسبة.

ويعاني المركز من قلّة طاقته الاستيعابية مقارنة بتزايد عدد حالات السرطان، ويقول عاملون فيه لـ"العربي الجديد" إن عدد الحالات المرضية التي تتردد على المركز تتراوح بين 300 و400 يومياً.

وتشير تقارير إلى وجود أكثر من 15 ألف مصاب بالسرطان في تعز، حيث تساهم العديد من العوامل، أبرزها تدهور الخدمات الطبية، وغياب الرقابة على المنتجات الغذائية، وانتشار مخلفات المصانع وعوادم السيارات والمبيدات الزراعية.

ويقول مسؤول الإعلام في مكتب الصحة بمحافظة تعز، تيسير السامعي، لـ"العربي الجديد": "سجلت تعز التي تعد أكبر محافظات اليمن على صعيد السكان، 1626 إصابة بالسرطان في العام الماضي، منها 1391 حالة من أبناء المحافظة، و305 حالات من باقي المحافظات، بزيادة نحو 43% مقارنة بعام 2023. ومن بين مجمل الحالات 158 لأطفال".

يضيف: "يبلغ متوسط عدد الإصابات التي تسجل شهرياً 135، وهناك 236 إصابة بسرطان الثدي تشكل نسبة 15% من إجمالي العدد، ويأتي سرطان الدم في المرتبة الثانية بنسبة 10% من العدد الكلي. وعدد النساء المصابات أكبر من الرجال إذ بلغ 931 مقابل 695 للرجال".

ويؤكد السامعي أن "مركز الأمل لعلاج الأورام السرطانية هو الوحيد في محافظة تعز الذي يستقبل هذه الحالات، ومساحته ضيّقة ويحتاج إلى دعم ومساندة، خصوصاً أن معظم المرضى فقراء، لذا نناشد رجال المال والأعمال وكلّ الخيّرين المبادرة إلى دعم المركز كي يستطيع تقديم خدماته للمرضى".

ويقول استشاري الأورام السرطانية محمد درهم القدسي لـ"العربي الجديد" إن "الإحصاءات العالمية لمعدل الإصابة بالسرطان تقدّر وجود بين 80 و120 إصابة بين كل 100 ألف شخص، لتعتبر تعز المحافظة الأولى في عدد حالات السرطان السنوية، وربما هناك زيادة أيضاً في نسب الإصابة بسرطان الكبد نتيجة النسبة العالية للإصابة بفيروسي الكبد بي وسي، وسرطان المثانة نتيجة الإصابة بمرض البلهارسيا. هذه الأمراض أكثر انتشاراً في تعز من باقي محافظات اليمن، ومن المنطقي أن معالجة البلهارسيا والوقاية من الإصابة بفيروس الكبد قد يحدّان من انتشار أنواع من السرطان".

يضيف القدسي: "أسباب انتشار السرطان في تعز هي نفسها في باقي المناطق، ويعتبر التدخين عاملاً رئيسياً مسؤولاً عن نحو 30% من الحالات، ويضاف استخدام المبيدات إلى عوامل أخرى معروفة مثل قلّة الحركة والسمنة وسوء التغذية، والقلق والتعرض للأشعة والعوامل الوراثية والفيروسات، وجرثومة المعدة. 40% من إصابات السرطان يمكن الوقاية منها، من خلال الامتناع عن استخدام التبغ بأشكاله المختلفة، والالتزام بالتغذية المتوازنة، ومكافحة الأمراض الفيروسية، ومعالجة أمراض مثل البلهارسيا وجرثومة المعدة، وعلى صعيد الأنواع يمثل سرطان الثدي نحو 30% من الحالات لدى النساء، و15% لدى الجنسين، ويأتي بعده سرطان الجهاز الهضمي".