آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-05:52م
دولية وعالمية

ندوة في لندن تبحث مستقبل اليمن

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - 12:17 م بتوقيت عدن
ندوة في لندن تبحث مستقبل اليمن
عدن الغد - د. خالد عبد الكريم


“الإلمام بتاريخ اليمن السياسي والاقتصادي والاجتماعي هو السبيل لاستشراف مستقبله”، كان هذا شعار الندوة التي نظمتها كلية لندن للعلوم السياسية والاقتصادية بالمملكة المتحدة، بتاريخ 24 أبريل 2025، بمشاركة نخبة من السياسيين والمثقفين والأكاديميين البريطانيين والمهتمين بالشأن اليمني.


شهدت الندوة مداخلة قيمة للكاتبة والباحثة البريطانية هيلين لاكنر، تناولت خلالها أبرز التطورات الاجتماعية والسياسية في اليمن منذ ستينيات القرن الماضي، مستعرضةً ملامح المستقبل اليمني، ومستندةً إلى خبرتها الطويلة في العمل بمختلف أنحاء اليمن.


سياسياً، أكدت الندوة أن لا توجد اليوم سيناريوهات واضحة للخروج من الأزمة، التي يبدو أن أمدها سيطول في بلد يعاني من تدهور شامل في المجالات الاقتصادية والخدمية والاجتماعية، في ظل غياب دور جاد للأحزاب السياسية، والاعتماد الكلي على الخارج في البحث عن تسويات لتعقيدات الأزمة والحرب في اليمن.


تعليمياً، أوضحت الندوة أن جيلاً نشأ في اليمن خلال السنوات العشر الماضية، تحت تأثير الأيديولوجية الحوثية.


بيئياً، أشارت لاكنر إلى أن اليمن يعاني تدهوراً مائياً خطيراً، يتمثل في تغير الخصائص الفيزيائية والكيميائية والبيولوجية للمياه، مما يجعلها ضارة بالصحة العامة وغير صالحة للاستخدامات المنزلية والتجارية والصناعية.


إنسانياً، دعت الندوة المجتمع الدولي إلى إيلاء اهتمام أكبر بالجانب الإنساني في هذه المرحلة الحرجة، مشددةً على أن الكارثة الإنسانية تشمل جميع مناطق اليمن، وليس فقط مناطق سيطرة الحوثيين.


كما تناولت لاكنر الضربات الأمريكية الأخيرة على مواقع المليشيات الحوثية، والتي جاءت كردّ فعل على اعتداءاتهم المتكررة على الملاحة الدولية والهجمات على السفن في البحر الأحمر.


ورأت لاكنر أن الحوثيين لا يميلون إلى السلام، مؤكدةً أن قرار الحرب أو السلم ليس بيدهم، بل يرتبط بالإرادة الإيرانية، فيما هم لا يظهرون أي تجاوب مع معاناة الشعب اليمني.


في مستهل مداخلتها، استعرضت لاكنر تاريخ الصراعات السياسية في اليمن الحديث، بدءاً من مرحلة الثورة الوطنية الديمقراطية في جنوب اليمن خلال سبعينيات القرن الماضي، وتعاقب الرؤساء في شماله، والعوامل التي عجّلت بإعلان الوحدة اليمنية عام 1990، ثم حرب الانفصال عام 1994، وأحداث الربيع العربي عام 2011، ومؤتمر الحوار الوطني الشامل في 2013، وصولاً إلى اجتياح المليشيات الحوثية للعاصمة صنعاء في سبتمبر 2014.


تُعد هيلين لاكنر من أبرز المتخصصين في الشأن اليمني، حيث عملت طوال أكثر من نصف قرن مستشارةً في مجالات التنمية الريفية والاجتماعية في اليمن وفي أكثر من ثلاثين دولة بالشرق الأوسط وأفريقيا وآسيا وأوروبا.


من أبرز مؤلفاتها الحديثة "اليمن في أزمة: صراع مدمر وأمل هش” (دار الساقي، 2023).“اليمن: الفقر والصراع” (دار روتليدج، 2023).


عملت لاكنر أستاذةً للعلوم السياسية في جامعة دورهام حتى عام 2016، ثم باحثةً مشاركةً في كلية الدراسات الشرقية والأفريقية (SOAS) بين عامي 2016 و2022. كما حررت مجلة الجمعية البريطانية اليمنية لثماني سنوات، وتكتب بانتظام في مجلتي عرب دايجست وأورينت 21، إلى جانب مساهماتها البحثية في العديد من الكتب والمؤسسات الأكاديمية.


أدار الندوة الدكتور ريتشارد بارلتروب، الزميل الزائر الأول في مركز الشرق الأوسط بكلية لندن للاقتصاد، حيث قدّم مداخلة موجزة عن المناهج الدولية الحديثة لصنع السلام، وأسباب فشل بعض عمليات السلام، مع تركيز خاص على الحالة اليمنية.


كما شارك في الندوة الدكتور خالد عبد الكريم، رئيس المركز الدولي للإعلام والتنمية وعضو الجمعية البريطانية اليمنية.