آخر تحديث :الجمعة-25 أبريل 2025-04:04ص
دولية وعالمية

غوانتانامو: واقع معتم يستمر في الحضور رغم الانتقادات العالمية

الجمعة - 25 أبريل 2025 - 12:29 ص بتوقيت عدن
غوانتانامو: واقع معتم يستمر في الحضور رغم الانتقادات العالمية
CNN

لطالما كان معتقل غوانتانامو في كوبا موضوعًا للجدل، مصدرًا للعديد من الأسئلة والتكهنات حول حقوق الإنسان، العدالة، والإنسانية. رغم الانتقادات الشديدة من منظمات حقوق الإنسان، الحكومات، والجهات الدولية، لا يزال هذا المعتقل قائمًا في قلب معركة مع التزامات الولايات المتحدة الأمريكية تجاه حقوق الأفراد الذين تعتقلهم. المعتقل الذي تم افتتاحه عام 2002 بعد هجمات 11 سبتمبر في الولايات المتحدة، أصبح رمزًا لتجاوزات حقوق الإنسان في عصر ما بعد الهجمات الإرهابية. وعلى الرغم من الوعود المتعددة لإغلاقه، لا يزال غوانتانامو مفتوحًا، ويواجه المعتقلون فيه أوضاعًا قاسية.


الإذلال والمعاناة المستمرة


يتعرض المعتقلون في غوانتانامو إلى ظروف قاسية تتراوح بين الإذلال الجسدي والنفسي، فتعامل السجناء في هذا المعسكر لا يتماشى مع معايير حقوق الإنسان الدولية. يواجه السجناء، بمن فيهم البعض الذين لم تُوجه إليهم اتهامات رسمية، أساليب تعذيب نفسية وجسدية، إضافة إلى العزلة والحرمان من التواصل مع عائلاتهم أو محاميهم. يُعتبر سجن غوانتانامو بمثابة تجربة دائمة للمعاناة والذل، ما يثير التساؤلات حول السبب وراء استمراره حتى اليوم.


سياسة الولايات المتحدة: الوعود والتأجيلات


رغم تعهدات عدة من مختلف الإدارات الأمريكية بغلق المعتقل، لم يتم إحراز أي تقدم حقيقي في هذا المجال. ففي البداية، كانت حكومة الرئيس الأمريكي السابق، جورج بوش، قد أسست السجن بعد أحداث 11 سبتمبر ضمن إطار "الحرب على الإرهاب". ثم جاء الرئيس باراك أوباما الذي عارضه وغالبًا ما وعد بإغلاقه. ومع بداية ولايته الثانية، أشار إلى أن العملية ستكون معقدة وتواجه العديد من العقبات السياسية. ثم في عهد الرئيس دونالد ترامب، كان هناك نية لإعادة فتح معتقل غوانتانامو في حال الضرورة.


أما إدارة الرئيس جو بايدن، ورغم وعوده في حملته الانتخابية بإغلاق المعتقل، فإن التحركات في هذا الاتجاه كانت بطيئة ومحدودة، حيث لم يتم إحراز تقدم ملموس في هذا السياق.


التحديات القانونية والضغوط الدولية


واحدة من أكبر التحديات التي تواجه إغلاق المعتقل هي القضايا القانونية المعقدة. يواجه العديد من السجناء في غوانتانامو قضايا مستمرة أمام المحاكم العسكرية التي تفتقر إلى استقلالية حقيقية. ونتيجة لذلك، ظل العديد من المعتقلين في غوانتانامو لسنوات دون محاكمة عادلة أو حتى معرفة الاتهامات الموجهة ضدهم.


وفي الوقت نفسه، تتصاعد الضغوط الدولية المطالبة بإغلاق المعتقل، حيث تطالب منظمات حقوق الإنسان والحكومات حول العالم بإغلاقه فورًا. لكن، على الرغم من هذه المطالبات، فإن عملية الإغلاق تبدو بعيدة المنال.


الواقع الحالي


اليوم، لم يعد المعتقل في غوانتانامو ساحة للحرب ضد الإرهاب فحسب، بل أصبح مكانًا يتجسد فيه الجوع، الألم، والإذلال. وبينما يتساءل العالم عن سبب استمراره، تتراكم الأسئلة عن العدالة، حقوق الإنسان، والالتزامات الدولية للولايات المتحدة في التعامل مع الأسرى.


غوانتانامو يظل أكثر من مجرد مكان حبس؛ هو تذكير دائم بالعواقب التي قد تنشأ عندما تتجاوز الدول حدود القيم الإنسانية تحت ستار الأمن.