آخر تحديث :الجمعة-25 أبريل 2025-04:04ص
حوارات

قاسم عمر.. رائد المسرح اليمني: المهم فيما يتم تقديمه من فن أن تكون الأعمال راقية وتحمل رسالة نبيلة

الخميس - 24 أبريل 2025 - 11:10 م بتوقيت عدن
قاسم عمر.. رائد المسرح اليمني: المهم فيما يتم تقديمه من فن أن تكون الأعمال راقية وتحمل رسالة نبيلة
حاوره /محمد وحيد المقطري


في زمنٍ تتشابك فيه الفوضى مع الطموح، يبقى الفن رسالة لا يجرؤ على حملها إلا من آمن بها. ضيفنا اليوم هو أحد هؤلاء القلائل الذين وقفوا على خشبة المسرح وواجهوا الحياة بنصوصها العميقة وأدوارها المركبة.

هو قاسم عمر، الاسم الذي ارتبط بالمسرح اليمني لعقود، ممثل ومخرج وأكاديمي، ترك بصماته في ذاكرة الأجيال، وعلّم الخشبة كيف تنطق بوجع الناس وأحلامهم.

من البريقة بعدن، إلى كبرى المسارح العربية، ومن هوايةٍ في النشاط المدرسي إلى ماجستير في الإخراج المسرحي، كانت الرحلة طويلة وشاقة، لكنها لم تخلُ من المجد والوفاء للفن.


في هذا اللقاء الخاص، تأخذنا عدن الغد في جولة عبر حياة هذا الفنان الكبير، لنتعرف على محطات مشواره، طموحاته، ورسالته لجمهوره.



نص الحوار


س1: دعنا نبدأ من البداية.. كيف كانت انطلاقتك في عالم الفن؟

قاسم عمر: كانت الانطلاقة من خلال النشاط المدرسي في منطقة البريقة بمدينة عدن، وهناك وُلدت أول شرارة للحب الفني. في عام 1973، التحقت بفرقة المصافي الكوميدية، وواصلت الطريق مع قلة من زملائي الذين صمدوا، فيما انسحب الكثيرون. ومنذ ذلك الحين لم أتوقف.


س2: ما أبرز إنجازاتك في هذا المجال؟ وهل هناك طموحات لم تتحقق بعد؟

حققت الكثير مما أفتخر به، منها جائزة أفضل ممثل في مهرجان المسرح اليمني عام 1980، وشاركت في أعمال عربية مشتركة كان حضوري فيها مميزًا. نلت شهادة الماجستير في الإخراج المسرحي عام 1986.

أما الطموح الذي لم يتحقق بعد، فهو أن تصل أعمالنا إلى خارج اليمن، ليعرف العالم العربي ما نمتلكه من إبداع يمني حقيقي.


س3: ما التحديات التي واجهتك خلال هذه الرحلة؟

أكبر التحديات كانت النظرة الرسمية القاصرة للفن. للأسف، لا يزال يُنظر للفن كمجرد وسيلة ترفيهية، وليس كقوة ناعمة تصنع الوعي وتُحدث التغيير.


س4: هل تميل أكثر للكوميديا أم الدراما؟

كل الألوان الفنية تعني لي الكثير، سواء كانت كوميديا أو تراجيديا. المهم أن تكون الأعمال راقية وتحمل رسالة نبيلة.


س5: هل هناك دور تمنيت أن تؤديه ولم يُكتب له التحقق؟

قدمت العديد من الأدوار التي أحببتها ووجدت قبولًا جماهيريًا. وإن لم أجد نفسي في دور معين، لا أتردد في رفضه. المهم أن يليق بالجمهور ويضيف لتجربتي.


س6: هل هناك أعمال جديدة في الأفق؟

بالتأكيد، طالما في القلب نبض، فالفن مستمر. هناك مشاريع فنية قيد التحضير سترى النور قريبًا إن شاء الله.


س7: ما رسالتك لجمهورك؟

أشكر جمهوري الكريم الذي تابعني ووقف إلى جانبي طوال سنوات العمل، سواء في المسرح أو التلفزيون أو السينما. هم السند الحقيقي والدافع للاستمرار.

وبهذه المناسبة، أهنئ الجميع بحلول عيد الفطر المبارك، وأتمنى للجميع الخير والسلام.


س8: أخيرًا، هل من كلمة لمن أدار هذا اللقاء؟

أشكر الإعلامي المجتهد محمد وحيد على هذا اللقاء الشيق، وأتمنى له كل النجاح والتألق في مسيرته الإعلامية.



بهذا الحوار، نكون قد اقتربنا أكثر من قامة فنية يمنية سامقة، آمنت بأن الفن التزام، وأن المسرح وطن آخر لمن لا يساومون على الحقيقة.

قاسم عمر.. لم يكن يومًا ممثلًا عابرًا، بل شاهدًا دائمًا على قدرة الفن في أن يقول ما لا يُقال.