آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-07:37م

لقاء الاصدقاء الفجائي

الأربعاء - 12 يونيو 2024 - الساعة 06:05 م
صلاح الطفي

بقلم: صلاح الطفي
- ارشيف الكاتب


عظيمة هي العلاقات التي تزرع بقلوب الأصدقاء في بواكير مراحل الصفاء والنقاء وحب الإيثار حيث تظل شجرتها حية خضراء وسط مزهرية من ياقوت الوفاء المضاء بقنديل الصفاء يسقيها الدعاء في ظهر الغيب كلما سمع الصديق الوفي عن نجاح صديقة وإن باعدت بينهم الأقدار، وكذلك تظل صورة الصديق على جدار الذاكرة مثبته حية تنوس بها أسعد الأخبار عن النجاح والتفوق وتمر السنين وتتوالى الأيام والليالي إلى ان تتراكم جبال البعاد وتكاد ان تكون اوتاد، فتحضر مشيئة الله:

ما بين غمضة عين وانتباهتها يغير الله من حال إلى حال

ستظل مفاجأة يوم الثلاثاء 4 يونيو 2024م من أجمل وأسعد اللحظات بالنسبة لي ولزميل الدراسة الإعدادية والمرحلة الثانوية أ. دكتور حسين سعيد منصور الملعسي،

صاحب السيرة العلمية والعملية العطرة والنجاح الإداري المتفوق الذي نعتز ونفتخر فيه ويزداد تقديرنا له وهو اليوم في قمة العطاء فوق كونه رئيس قسم في كلية الاقتصاد بجامعة عدن وأستاذ محاضر في الكلية، والمستشار الاقتصادي لمجموعة القطيبي منذ 2023م.

وقبل 3 أيام استلم عمله الإداري الجديد:

مدير تنفيذي (لمصنع صيرة الحديث للإسمنت) والتابع لمجموعة القطيبي الصناعية،

نعم كان للأقدار وبركاتها هذا اللقاء الذي جمعنا بعد 50 عام من أول زمالة في اول اعدادية بيافع مدينة لبعوس التي احتضننا أهلها الكرام عام 1973م وبعد 45 عام من آخر لقاء حيث افترقنا بعد إنهاء الثانوية العامة 1979م في ثانوية زنجبار الأم التي جمعتنا بمئات الاخوان من أبناء الجنوب وحتى عمان والجمهورية العربية اليمنية حينها!

كنت في رحلة زيارة إلى مصنع صيرة للإسمنت أنا وعبد السلام محمد الطفي ومرشدنا الشاب الرائع: أكرم الشاووش أبو جواد، وعند دخولنا إلى المصنع قيد التجهيز ذهب بنا أبو جواد إلى كبائن الإدارة المؤقتة وقبيل دخول الكابينة قال سوف اعرفكم على مدير المصنع الدكتور حسين الملعسي فرديت مباشرة أكيد زميل الإعدادية والثانوية الذي كان أنجح مدير لمصنع البرح للإسمنت كما عرفت من متابعتي لقصة نجاحه!

فتح الباب وكان هو!

فإذا بشاشة بؤرة العين تتسع بحجم الأفق حيث تعانقت الأرواح قبل ان تحتدم لحظات اللقاء الفجائية في المكان والزمان الذي شاء الله ان يكون هذا اللقاء المبارك،

ومباشرة صرخ هذا زميل الدراسة صلاح الطفي، ما شاء الله عليه ذاكرة فذة وكأننا افترقنا بالأمس القريب. عناق أخوي حار حفاوة متبادلة وبالمناظير نرتوي ونروي ناظرينا وكلا يتفحص وجه زميله ويعيد تظهيره ليقرأ أسفار ما كتبته السنين الخوالي في لحظة روحية تختزل نصف قرن بالتمام والكمال بين أول لقاء وهذا اللقاء المبارك.

نعم رحلة لا تخلو من الاثارة والمفاجأة حيث مرشدنا الشاب الرائع الاداري الناجح في شركة القطيبي/ أكرم الشاووش ابن زميل البدايات الأولى في النشاط الطلابي المرحوم عبد اللاه عثمان الشاووش الذي كان رئيس الاتحاد الطلابي بالمديرية الغربية (لبعوس ورصد والحد) وكان خطيب مفوه وشعلة من الحيوية الثقافية والذكاء وحينها انتقل هو وأول دفعة ((صف سادس ابتدائي)) إلى مديرية لودر حتى يكملوا العام الدراسي وامتحان المرحلة الابتدائية (الذي كان امتحان وزاري) وسكنوا قسم داخلي في قصور زارة (عاصمة سلطنة العوذلي).

وحينا كان اختياره لي لقيادة النشاط الطلابي في المديرية الغربية الذي استمريت فيه مع نخبة من الزملاء حتى نهاية المرحلة الإعدادية 1976م.

وهكذا كانت تباشير بركات زيارة (مصنع صيرة للإسمنت) ان عادت بي نيف وخمسون عام واستحضرت ما مر بي كأن ما مضى من عمري يوم او بعض يوم.

وفي الختام:

هذا اقل احتفاء بالصديق الدكتور حسين الملعسي وان شاء الله لنا وقفات مع سيرته العلمية والعملية كمفكر وباحث اقتصادي وله إسهامات فكرية ككاتب واسع الاطلاع

وهو مؤسس رابطة الاقتصاديين ورئيس تحرير مجلة الرابطة الاقتصادية الرصينة، وقائد سياسي محنك.

وناشط اجتماعي:

ومؤسس ورئيس جمعية كلد الخيرية الاجتماعية – عدن وفروعها منذ عام 1997م وإلى اليوم.

ومن مؤسسي وأول أمين مالي للجمعية الخيرية اليافعية- عدن لمدة 4 سنوات.

وبالتأكيد كان الاختيار الموفق للزميل الدكتور حسين الملعسي الذي هو عقل اقتصادي عملي علمي اداري ومدرسة في خبرة صناعة الاسمنت وفي سيرته الذاتية ما يستحق أن يوثق ويدرس في الندوات الدورية.

حفظكم الله يا صديقي العزيز أ دكتور حسين الملعسي ربنا يمدك بطول العمر وكمال الصحة والعافية.