آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-11:25م
أخبار وتقارير

آل باغريب في حضرموت يجسدون قيم الكرم والأصالة: منازلهم مفتوحة للمسافرين والحجاج منذ قرون

الثلاثاء - 29 أبريل 2025 - 07:23 م بتوقيت عدن
آل باغريب في حضرموت يجسدون قيم الكرم والأصالة: منازلهم مفتوحة للمسافرين والحجاج منذ قرون
متابعات

في مشهد يفيض بأصالة الضيافة العربية وعبق التاريخ الحضرمي، يواصل آل باغريب في حضرموت إحياء تقليد اجتماعي عريق تناقلته الأجيال، يتمثل في فتح منازلهم طوال العام للمسافرين والحجاج والعابرين، ليجدوا فيها المأوى والطعام والدفء، دون مقابل سوى دعوة بالخير.


هذا التقليد الراسخ، الذي يعود لقرون مضت، لم يكن مجرد واجب اجتماعي أو فعل عابر، بل أصبح جزءاً لا يتجزأ من هوية الأسرة وموروثها الثقافي. إذ يُنظر إلى الضيافة في المجتمع الحضرمي كرمز للشرف وعلو المكانة، وقد جسّد آل باغريب هذه القيمة بأبهى صورها، محافظين على أبوابهم مفتوحة وأياديهم ممدودة لكل غريب ومحتاج.


في أحد اللقاءات المحلية، عبّر عدد من أهالي المنطقة عن فخرهم بما تقوم به هذه الأسرة، مؤكدين أن هذا السلوك الإنساني يعكس جوهر الروح الحضرمية النبيلة، ويشكل نموذجاً يُحتذى به في وقت باتت فيه مثل هذه المبادرات نادرة.


ويُذكر أن هذه العادة لا تقتصر على موسم الحج فقط، بل تمتد على مدار العام، حيث يجد المارّون من أبناء المناطق المجاورة والمسافرون ملاذاً آمناً وكرماً لا ينقطع. وحرص آل باغريب على توفير أماكن للنوم، ووجبات الطعام، وحتى وسائل الراحة البسيطة، في صورة تتجلى فيها أسمى معاني العطاء.


إن استمرار هذا التقليد في ظل التحولات الاجتماعية والاقتصادية يؤكد تمسك حضرموت بجذورها وقيمها، ويبعث برسالة قوية أن الكرم لا يُقاس بالإمكانات، بل بالعزيمة والإرث والنية الطيبة.


ففي حضرموت، لا تزال البيوت تنبض بالحياة، لا تغلق أبوابها أمام غريب، ولا تبخل بلقمة أو ابتسامة. وهذا ما يجعل من آل باغريب، ومن أمثالهم، منارات مضيئة في زمن تغيرت فيه الكثير من المفاهيم، لكن الكرم الحضرمي بقي على عهده.