في خضم الجهود الدولية الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع إيران، تبرز تساؤلات مثيرة للجدل حول الدور الذي قد يلعبه الحرس الثوري الإيراني في إفشال هذه المساعي. تحليل حديث نشره موقع "يمن فيوتشر" يتناول فرضية مفادها أن هناك احتمالاً لتواطؤ غير معلن بين الحرس الثوري ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، بهدف تقويض فرص التوصل إلى اتفاق نووي جديد.
ويستند التحليل إلى سلسلة من المؤشرات التي تفيد بأن بعض القوى داخل إيران، وعلى رأسها الحرس الثوري، قد لا تكون متحمسة لنجاح المفاوضات، بل ربما تفضل استمرار حالة التوتر القائمة مع الغرب، والتي تمنحها ذريعة لتعزيز نفوذها السياسي والاقتصادي داخل إيران. من جهة أخرى، لطالما كان نتنياهو من أشد معارضي الاتفاق النووي مع إيران، معتبراً أن أي اتفاق لن يحد من التهديد الإيراني، بل قد يمنحه شرعية دولية ويفتح أمامه مسارات لتوسيع برامجه العسكرية.
ويطرح التقرير سؤالاً محورياً: هل يمكن أن تلتقي المصالح بين الطرفين رغم عدائهما العلني؟ فالحرس الثوري، المستفيد الأكبر من العقوبات الدولية المفروضة على إيران، قد يجد في إفشال الاتفاق النووي وسيلة للإبقاء على نفوذه دون رقابة دولية. وفي المقابل، فإن استمرار الجمود النووي يخدم توجهات نتنياهو الساعية إلى عزل إيران دولياً وعرقلة أي انفتاح أمريكي أو أوروبي نحو طهران.
وفي هذا السياق، يسلط التحليل الضوء على التصعيدات الأخيرة في منطقة الخليج والهجمات التي استهدفت مواقع أمريكية وإسرائيلية، والتي يرى البعض أنها رسائل مدروسة تهدف إلى تعقيد المشهد السياسي وتعزيز الشكوك حول جدوى التوصل إلى تسوية مع إيران.
ورغم أن فكرة وجود تنسيق مباشر تبدو مستبعدة بحكم العداء العلني بين الطرفين، إلا أن توافق المصالح بشكل غير مباشر يفتح المجال أمام فرضية أن الحرس الثوري ونتنياهو، كل بطريقته، يسعيان لإبقاء الأبواب موصدة أمام أي اتفاق نووي جديد.