كثر الغلط ، والقيل ، والقال ، وَأُشٔعِلَت مواقع التواصل الاجتماعي بالحديث عن الحضارم ، وأخذ الشطط بالبعض أن ذهب إلى حد التخوين ، والعمالة ، وقذف التهم الجاهزة....بحق المطالبين بأن تحصل حضرموت على حقها في الحكم الذاتي ، والاستفادة من ثرواتها الطبيعيية ، والشروع في تنمية حقيقية تعود بالنفع على مواطنيها !!!
السؤال الذي يطرح نفسه على الجميع ...
ما هو الجرم الذي ارتكبه أهل حضرموت حينما ينادون بالاستفادة من ثرواتهم ، واستغلال مواردهم البشرية ، والمادية ؟
لماذا يتعامل البعض مع هكذا مطالب مشروعة.....
وكأنَّ أبناء حضرموت ( قُصَّر ) لا يحسنون التصرف ؟
هل منطلقات أولئك المعترضين من باب الحرص على حضرموت ، أم لمصالحهم الشخصية ؟
لماذا لا يُترك الأمر لأبناء حضرموت يختارون الكيفية التي يديرون بها شؤون حياتهم بما من شأنه يعود بالنفع عليهم ؟
ما أكاد أجزم به أنَّ البكاء ليس لهذا الميت !!
وأنَّ وراء الأكمة ما وراها !!
منذ فجر الاستقلال وعتاولة الشر ، وتجار الحروب يديرون صراعات اجتماعية ، جهوية ، مناطقية عبثية ....لا نزال نتجرع مرارتها حتى الساعة !!!
وفي كل جولة من جوالات الصراعات يحاول الحضارم أن ينأوا بأنفسهم بعيداً عن تلك المهازل ( لا خوفاً ، ولا جبناً ) ولكن لإداركهم أنَّ كل ذلك صراع مصالح ، وتقاسم نفوذ ، وعمالة وارتزاق للخارج .
ومع كل ذلك لم تسلم حضرموت من أذى ، وعبث العابثين بأمن واستقرار الجنوب ..
فبعد كل جولة من جولات الصراع يهرول المنتصر ليحطَّ رحاله في حضرموت ، فيتغنى بتاريخ الحضارم ، وماضيهم التليد ، وأمجادهم العظيمة .... ريثما يثبَّت الشفاط لشفط الثروات ، ولأهل حضرموت نفايات وعوادم المحروقات.
هكذا هو الحال مع الحضارم منذ فجر الثورة وإلى يومنا هذا .
فلم يدوَّن التأريخ - مرة واحدة- أنَّ منتصراً من منتصري الصراعات العبثية أعطى لأهل حضرموت حقهم ، أو قدَّم لهم خدمات تليق بمكانتهم ، وحجمهم ، وثرواتهم .
لكل ذلك ، ولغيره من الأسباب التي لا يعلمها إلا ( .......) فإنَّ النعيق ، والزعيق الذي تضج به وسائل التواصل الاجتماعي ، ومنصَّات الإعلام..
لا عُلاقة له بمصالح الحضارم ( لا من قريب ، ولا من بعيد ) وإنما هو الخشية من فقدان المصالح الشخصية .
فكم أتمنى أن يُترك الحضارم وشأنهم ..
فحضرموت لديها كل مقومات الحياة ، ولدى أهلها القدرة ، والاستطاعة في إعطاء النموذج الأمثل لإدارة شؤونهم بكفاءة واقتدار .
فما الضير أن يُمنحوا فرصة للتجربة ؟؟!!