آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-06:08م

تحرير القرار من الارتهان هو الضمانة في انتصار ثورتنا التحررية

الأحد - 22 فبراير 2015 - الساعة 11:07 م
منصور زيد

بقلم: منصور زيد
- ارشيف الكاتب


المشهد الدراماتيكي للأحداث والتطورات المتسارعة والمتناقضة في ان واحد والتي شهدتها الاشهر الاخير  من العام 2014م وحتى اللحظة منها سيطرة الحوثيين على صنعاء واختفاء الاصلاح ونشاط القاعدة وعودة صالح للمشهد واعتقال هادي ووزرائه  ووضعهم تحت الاقامة الجبرية وكذلك الدعوة لعقد مؤتمر وطني في عدن ولقاء حضرموت  وتحركات هنا وهناك واخرها  مغادرة هادي لعدن والتراجع عن استقالته واعلانه الدعوة لعقد الهيئة الوطنية بعدن او تعز والانقلاب على الاتفاقات مع الحوثي ولم تنتهي المسرحية من خلال احداث وتطورات خلال الفترة القادمة قد يتفاجأ البعض منها ..

هذه الاحداث الدراماتيكية جعلت معظم المتابعين وخصوصا الشارع الجنوبي  ينبري في التفكير والتحليل عساه ان يجد تفسيرا لما يحدث ووو..وكأنهم لا يدركون طبيعة الصراع العالمي القائم على المصالح وحساباتهم للمستقبل بعكسنا نحن العرب الذي لانفكر الا بيومنا فقط  ..وللاسف ينشغلون بالبحث بامور هي من صنع هذه القوى لاشغالهم عن قضيتهم الحقيقة  وبالتالي يخطئون السير ورسم التوجهات  بسبب هذه المسرحيات والتي هي في الاساس تستخدم لسلبهم القرار الوطني الخالص عموما اخوتي الجنوبيون..

هادي صالح الحوثي والاصلاح  في اليمن الشقيق  وبعض قيادات الحراك في الجنوب العربي .. لا تستغربوا اي موقف منهم فالامر ليس بيدهم هم مجرد ادوات تنفذ ما يطلب منهم فالتناقض  والغموض سيد الموقف عندهم لان لا قرار لهم.. فتارة يتحالفون وتارة يختلفون وتارة  يستقلون وسرعان مايتراجعون  لا مبدأ ولا ثابت في قاموسهم بل وفق ما يطلب منهم من  اجندات الاستخبارات الدولية وحلفائهم في الاقليم  لتحقيق مصالحهم السياسية والدينية والعسكرية والاقتصادية  ..

اعتقد ان لاعب الشطرنج يدرك هذا الامر  لانه يتعامل مع قطع يحركها في اي اتجاه يريد وفي اي لحضة يتطلب منه نقل احد القطع 

وهكذا حال الكثير من القيادات

وبالتالي  اذا اردنا فعلا الانتصار لثورتنا  واستقلال جنوبنا علينا  ان نحرر القرار من الارتهان وجعله بيدنا نحن فمتى كان القرار بيدنا نحن قرار وطني خالص ابشروا بالنصر ..

واول مراحل تحرير القرار  هو الوعي الوطني الجنوبي عند الشارع الجنوبي الذي غلبت عليه العاطفة..

التحرر من العاطفة  والتبعية العمياء وخصوصا للشخوص التي طغت على القضية والهدف والشهداء..

التقييم المستمر للأحداث والمواقف والشخوص فكرا وسلوكا   سلبا وايجابا كي نستطيع ننطلق بقوة للأمام ولا نستمر بطريق خطاء  ونتوه الطريق كما هو حاصل في مسيرتنا النضالية التحررية..

دون قرار وطني جنوبي خالص سنظل نضحي بلا ثمن ونسير في وهم ولا نجني الا العبث والفوضى والدمار ..

ان ثمان سنوات من عمر حراكنا الثوري كافيه  ان نقف ونقيم ونراجع حساباتنا من كل الاحداث  ونبني على ضوء ما سنخرج به واول شيء هو تحرير القرار الوطني الجنوبي المرتهن والذي جعل نضالنا وثورتنا ورقه يستثمرها  غيرنا من دول الاقليم وامريكا والاحتلال والمقاولين من ابناء جلدتنا حسب الطلب ...على حساب شعب الجنوب وتضحياته الغالية ودماء شهدائه وجرحاه وعذاب معتقليه