في مواجهة اشتعلت منذ الدقائق الأولى، وعلى أرضية ملعب الجسر، دقّت ساعة الحسم بين وحدة شرمة وساحل بئرعلي في صراعٍ لا يحتمل القسمة على اثنين، فكانت البداية نارية والمشهد مثيرًا منذ صافرة الحكم.
خمس دقائق فقط كانت كافية لإعلان الساحل عن نواياه الصريحة؛ ضغطٌ مبكر، ومحمد محمود يتوغل في المنطقة المحرّمة الوحداوية ويطلق قذيفةً صاروخية ارتطمت بالعارضة، وكأنها تنذر بأن القادم سيكون أعظم.
الرد الوحداوي لم يتأخر كثيرًا، ففي الدقيقة السابعة، جلال رجب يرمي بمقذوفة جاورت العارضة ببضعة سنتيمترات، في مشهد ألهب المدرجات وأشعل حماسة الجماهير. تبادل سريع للهجمات، ولعب مفتوح من الطرفين، أعطى انطباعًا بأن هذه المواجهة لن تهدأ.
الدقيقة 12 شهدت لوحة ثلاثية جميلة بين عبدالرحمن سهيل، ومحمد حسين، ومرتضى رجب، لكن اللمسة الأخيرة خانتهم، ليبقى التعادل سيد الموقف.
ساحل بئرعلي لم يتراجع، بل دفع بكل ثقله الهجومي، مستحوذًا على إيقاع اللعب، وشكل خطورة متكررة عبر الأجنحة التي اخترقت العمق الوحداوي أكثر من مرة.
الدقيقة 19 حملت اختبارًا حقيقيًا للحارس الوحداوي محمد سالم، الذي تصدى ببراعة لكرة خطيرة من محمد محمود.
ثم جاءت الدقيقة 21 لتُفجّر المدرجات الساحلية، عندما ترجم الخضر سالم مجهود فريقه بهدف أول، معلنًا عن أول الأفراح، ومشعلًا فتيل الإثارة في المدرجات.
الوحدة حاول لملمة صفوفه واستعادة التوازن، معتمدًا على انطلاقات الأطراف المتميزة بقيادة الثنائي السريع عبدالرحمن سهيل وعبدالله عاتق، لكن دون أن يتمكن من تعديل النتيجة قبل نهاية الشوط الأول.
شوطٌ أول انتهى على صفيحٍ ساخن، حمل في طيّاته كل عناصر الإثارة الكروية: سرعة، مهارة، وأهداف. فهل يستمر اللهيب في الشوط الثاني؟.
انفجر الوحدة في الشوط الثاني كالبركان، مُعلنًا عن رغبته في العودة المبكرة بتسجيل هدف التعادل. محمد عمر كان أول المُهدِّدين، لكن كرته انتهت بين أحضان حارس الساحل، كأنها هدية لم يُقدّرها.
تحوّلت الساحة إلى ساحة كرّ وفرّ، مع انسحاب الساحل إلى خطه الدفاعي، مُعتمدًا على الكرات المرتدة كفأر يحتمي بجحره
لكن الوحدة بخطي وسط وهجوم متناغمين كالسيمفونية أمسك بخيوط اللعب، يُمرّر ويراوغ وكأنه يرسم لوحة بتمريراته الدقيقة.
لم يكن هناك اسم يلمع في دفاع الساحل أكثر من عماد البراكي، الذي حوّل منطقة الجزاء إلى قلعة حصينة أغلق الأبواب، وقطع الطرق، وربما حسب المشاهدين قطع الماء والكهرباء أيضًا كل كرة كانت تُقابل بصدفة كأنها مطرقة تُسقط مسمارًا.
الدقيقة 36، صافرة الحكم تعلن عن ضربة جزاء بعد أن لمسة الكرة يد أحد مدافعي الساحل عبدالله عاتق وقف كالمحارب القديم، ليسدد الكرة بقوةٍ تُعيد المباراة إلى نقطة الصفر.
3 دقائق أضافية مرّت وكأنها طرفة عين، دون أي أحداث تذكر فالمباراة التي بدأت بالتهديد والرد قررت أن تحسم مصيرها في ركلات الترجيح ، حيث كان حظ وحدة شرمة أكثر إشراقًا، لتنتهي الرحلة بابتسامة لهم ودموع مُرة للساحل
تفوق الوحدة بعد تسجيلة 5 ضربات مقابل 4 لساحل بئرعلي.
حكام اللقاء
حكم ساحة هاني باصالح
مساعد أول محمد العكبري
مساعد ثاني عادل عوض بامحين
حكم رابع مجاهد عمر بامحين.
حضر اللقاء أمين عام نادي شباب ميفع الرياضي الأستاذ عوض علي باطوق، ومسؤول شؤون اللاعبين بمجلس الفرق الشعبية بميفع الأستاذ سالم أحمد باداس، وجمع غفير من الجماهير الرياضية.
*من سالم بانجوه