في مساء لا مكان فيه للتكهنات، حيث تتحدث الأقدام وتُكتب الأساطير بلغة الكرة، التحم "صقور الجبل" بنخوتهم الردفانية مع "الأهلي" بأناقته التاريخية في مواجهة اشتعلت حماساً منذ الصافرة الأولى المدرجات تهتز، القلوب تتسارع، والملعب يتحول إلى لوحة يرسمها الساحرون بكرةٍ لا تعرف سوى الشباك.
لم ينتظر الجمهور طويلاً فهد بن جماع في الدقيقة 9 يُطلق كرة لولبية من ضربة ركنية تهدد المرمى، لكن علي باشحكة ينقذ الموقف ببراعة، ليرسم أولى لوحات الإثارة.
الدقيقة 13 السحر الردفاني يتجسد يسلم جابر ينسج خيطاً مهارياً يخترق دفاع الأهلي، ويمرر كرة ذهبية لـ أيمن عمر ، الذي يضعها برقة في أحضان الحارس فرصة ذهبية تُهدر بلمسة حارس مرمى الأهلي.
الدقيقة 23..الأهلي يرد بالعملة نفسها محمد سيف حارس شباب ردفان يُحلق مثل صقر ليصد رأسية ياسر باعلي بقفزة أسطورية، ليُذكّر الجميع لماذا يُعتبر سداً منيعاً.
بكرة رأسية مدروسة كالسهم، سالمين بن فرج يعلن التقدم للأهلي بعد متابعته لكرة مبارك باعلي التي اخترقت السماء الشبابية الشباك تهتز، والمدرجات الأهلوية تُضاء بنيران الفرح.
شوطٌ جمع بين الدفاع الحديدي للصقور، والهجوم الأنيق للأهلي يسلم جابر ووهيب صالح يُحاولان كسر حاجز الهدوء، بينما ياسر باعلي وباشحكة يحرسان تفوق الأهلي كحراس أسطوريين.
"كأنما الملعب تحوّل إلى ساحة شطرنج، كل حركة تُحسب بألف حساب، وكل لمسة تُقرّب اللاعبين من كتابة اسمهم في سجل الأبطال. الصقور تحلق بحثاً عن الفريسة، والأهلي يُمسك بخيوط اللعبة بخبرة من حكايات الماضي العريق."
الشوط الأول أغلق أبوابه بتقدمٍ أهلوي، لكن الروح القتالية لـ"شباب ردفان" تُنبئ بشوط ثاني قد يقلب الموازين ففي كرة القدم، النهاية لا تُكتب إلا عندما تُسمع صافرة الحكم!
بعد استراحة قصيرة، عاد الفريقان إلى أرض الملعب، لكن اللعب الحقيقي كان خلف الكواليس المُدرِّب سعيد عوض قرأ المباراة ، فقام بأول تغيير تكتيكي باستبدال أيمن عمر بـ سالم التميمي، محاولاً كسر جمود الفريق وإعادة الروح للهجوم.
أما باهيج ، فاختار التركيز على الضغط النفسي عبر خط وسط ملتهب يقوده أحمد الحامدي وعبدالسلام الجابري، اللذان حوَّلا الملعب إلى ساحة عزفٍ إيقاعي!، لم تمضِ سوى 6 دقائق حتى هزَّ سالمين بن فرج الشباك مجدداً، مُعلناً عن الهدف الثاني لفريقه وله..
ثلاثية شخصية كان يُحاول إكمالها لولا تدخُّل المدافع صالح بن جماع بإنقاذ بطولي.
خط الوسط الشبابي انهار أمام سيطرة الحامدي والجابري، الذين تحكَّما بالكرة كـ"موسيقيين" في سماء الملعب، تفرَّق الصقور في أسرابٍ متباعدة، وبات السؤال يُطرَق بقوة أين العودة؟ وأين التوازن؟
في الدقائق المتبقية، خفَّت الوتيرة، لكن الضرر كان قد وقع الأهلي رسم لوحة فنية تكتيكية بثنائية نظيفة، بينما الشباب يغادر مذعوراً بعد أن بُعثِرَت خططه وشُتِّتت روحه القتالية، عندما يعزف المارد الأحمر نغماته، لا يبقى للصقور إلا الاستماع.
أدار اللقاء: حكم ساحة أحمد العكبري
مساعد أول عادل سويد
مساعد ثاني رشاد باعساس
حكم رابع علوي عبيد الصبر
حضر اللقاء : امين عام نادي شباب ميفع الرياضي الأستاذ عوض علي باطوق، ورئيس جمعية صيادي الحسي التعاونية السمكية بميفع الأخ أحمد عبدالله باصر، وجمع غفير من الجماهير الرياضية.
*من سالم بانجوه
أخبار المحافظات
قوات الحزام الأمني بالمنطقة الوسطى تواصل الحملة الأمنية لضبط تهريب اللاجئين الأفارقة ...
