فذت مقاتلات التحالف العربي سلسلة غارات جوية مكثفة خلال الساعات القليلة الماضية، استهدفت مواقع وتحركات لقيادات حوثية بارزة فرت مؤخرًا من العاصمة صنعاء، في ظل تصاعد الضربات الدقيقة التي تشنها قوات التحالف على مواقع تمركز المليشيات الحوثية.
وأكدت مصادر ميدانية أن الضربات الجوية جاءت عقب عمليات رصد دقيقة لتحركات القيادات الهاربة، والتي كانت تحاول الوصول إلى مناطق أكثر أمنًا خارج نطاق العاصمة لتفادي الاستهداف. ولفتت المصادر إلى أن الغارات تركزت على نقاط تجمع وتحركات مشبوهة في محافظات متاخمة لصنعاء، مما أسفر عن سقوط عدد من القيادات بين قتيل وجريح، إلى جانب تدمير مركبات وآليات عسكرية كانت تُستخدم في التنقل والتخفي.
وتأتي هذه العمليات الجوية كجزء من استراتيجية التحالف العربي لتضييق الخناق على القيادات الحوثية العليا، بعد معلومات استخباراتية كشفت عن خطط لإعادة تمركز بعض القيادات في مواقع جديدة استعدادًا لمرحلة تصعيد عسكرية. كما تعكس هذه الغارات تفوقًا تقنيًا في تتبع الأهداف بدقة وتوجيه الضربات في الوقت والمكان المناسبين.
في السياق ذاته، تعيش المليشيات الحوثية حالة من الإرباك والقلق الشديد، وسط تضارب في التصريحات الداخلية، وخلافات حادة حول آليات التصعيد والمواجهة، بالتزامن مع تزايد حجم الخسائر البشرية والميدانية التي مُنيت بها خلال الأيام الأخيرة.
ويرى مراقبون أن استمرار الغارات النوعية على قيادات الصف الأول في الجماعة يمثل تحولًا مهمًا في مسار المعركة، ويضعف القدرة الحوثية على اتخاذ قرارات استراتيجية، ما قد يمهد لانهيارات أكبر في صفوفها خلال الفترة القادمة.