آخر تحديث :الإثنين-28 أبريل 2025-01:55ص

عندما لا يهتم أحد لخبر وفاة مفكر؟!

الأحد - 27 أبريل 2025 - الساعة 07:21 م
حيدره محمد

بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


في٢٩مارس الماضي توفي المفكر العراقي الجليل الدكتور(فاضل الربيعي)..والترجمة الحرفية لخبر وفاته مفادها عندما لا يهتم أحد لخبر وفاة مفكر بحجم الدكتور فاضل الربيعي.. ووحدهم العبيد من لا يعرفوا قيمة أحرارهم.


والمتنبي قال يوماً لا تشتري العبد إلا والعصا معه إن العبيد لأنجاس مناكيد.. وأي نجس وأي نكد قد بلغه العبيد وهم لا قيمة عندهم لمن يستحقوا أن يكونوا قادة لتحررهم وخلاصهم من أغلال تبعيتهم وإنقيادهم.


وليس يهم إن كان العبيد في سباتهم غارقين، ولكن المهم أن هناك أحرار وإن كانوا قلة ومستضعفين.. ولكنهم مخلصين وغيورين على إعادة كتابة التاريخ وتخليص العبيد من رقهم وعبوديتهم.


والغرب والشرق في حالة إنشغال بالحروب والصراعات، وشرقنا العربي يرزح لعقود في خضم حروب وصراعات لا تنتهي بفعل زيف(الرواية الإستشراقية).


وهي الرواية التي فكك زيفها وبطلانها الربيعي ،وليدحض كل المزاعم التي تأسست عليها دولة الكيان المحتل في مؤلفه الفكري البارع والرصين(القدس ليست أورشليم).


وليس هذا فحسب ما فككه وأظهر بطلانه الربيعي ،فالربيعي قد أعاد قراءة التوراة مقارنا ومقاربا إياها بالحضارة اليمنية القديمة ليقول بأن تاريخ التوراة يتتطابق علمياً وتاريخيا مع التاريخ اليمني القديم.


وبل وذهب إلى ما هو أبعد، وذلك حين أكد وشدد على أن اليمن هي أرض الأنبياء والرسل..وتلك حقيقة تاريخية بالغة الاستراتيجية التاريخية والحضارية، وإن كانت موجودة منذ قديم الزمان في أمهات كتب التاريخ اليمني.


ونحن أمام بقر فكري معاصر لبطن التاريخ، والربيعي كان الباقر.. وإن لم يكن الباقر الوحيد..إلا أنه عمل بمنهجية علمية احترافية، ونجح في ترتيب أولويات مشروعه الفكري وببراعة غير مسبوقة من أي مؤرخ أو مفكر عربي سبق له البحث في حقل التاريخ الحديث والمعاصر.


ونحن أمام موجات من الأسئلة الفكرية والتاريخية والثقافية والحضارية، وهي موجات لإرهاصات ومقدمات لا جرم بانها ستشغل العالم وستعيد كتابة التاريخ الذي يجهله كل المنخرطين في سياق العبودية الحاضر.


ولن ينتهي مثار الأسئلة العميقة التي طرقها الربيعي بوفاته..وهي باتت عنوانا لكل الباحثين عن الحقيقة،وستظل عنوانا حتى تتكشف كل أسرار الحقائق المخفية وما أكثرها في عالم أرهقته قيود عبوديته!