آخر تحديث :الثلاثاء-29 أبريل 2025-05:29م

على حسب الريح

الجمعة - 25 أبريل 2025 - الساعة 11:41 ص
الشيخ أحمد المريسي

بقلم: الشيخ أحمد المريسي
- ارشيف الكاتب



الأغنية "على حسب الرياح" للعندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وهي من كلمات الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودي وتعبر كلمات الأغنية عن حالة عدم الاستقرار والتحكم في الحياة لشخص ما اولجماعة معينة حيث تعكس كلمات الأغنية الفكرة أن ذلك الشخص يمشي مع التيار ولا يملك السيطرة على مساره والأغنية تعبر عن حالة من عدم الاستقرار والضياع و تعكس فكرة أن هذا الشخص يتأثر بالظروف المحيطة به ولا يملك القدرة على التحكم في حياته وقد استخدمت بعض العبارات والالفاظ المجازية في بعض الأمثال الشعبية على مثل تلك الشخصيات او الجماعات التي تسير من غير هدف واضح حيث كان يطلق عليه او عليهم "يمشي اويمشوا مع ضربة الريح" ويستخدم هذا لوصف الجماعة او الشخص الذي لا يملك هدفًا واضحًا أو استقرارًا في حياته٠


وان مضمون كلمات الاغنية على حسب الريح التي غناها العندليب الأسمر تعكس حالة من الحيرة والضياع التي يشعر بها الأشخاص في بعض الأحيان وقد عبرت تلك الكلمات عن مشاعر حقيقية وتصف حالة من عدم الاستقرار التي قد تواجه الأشخاص في حياتهم ٠


ونجد ان هذه الأمثلة والصفات تنطبق على بعض الشخصيات التي تعمل في حقل السياسة والتي حثماً تتعرض لضغوطات وتحديات مختلفة مما يؤثر على استقرارها واتجاهاتها في كثيراً من الأحيان حيث تجعلهم يغيرون مواقفهم أو آراءهم بناءً على الظروف المحيطة مما يؤدي إلى فقدان الثقة من قبل الشعب او جماهيرهم"انصارهم، اتباعهم"٠


وان اهمية الثبات على المبدأ والوضوح في المواقف هو من يعمل على بناء الثقة بين السياسي والجمهور وان السياسيون الذين يظهرون ثباتًا في مواقفهم هؤلاء هم من يكتسبوا احترامًا أكبر وتثق بهم جماهيرهم او انصارهم والتابعين لهم٠


وان السياسي الذي يخضع للضغوطات الخارجية، مثل الضغوطات السياسية أو الاقتصادية والتي تؤثر على قراراته ومواقفه والتي تجعله ضعيف وفاقد القدرة على التعامل مع هذه الضغوطات بطريقة تحافظ على الأهداف والمصالح عليه ان يتنحى او يستقيل ويترك الفرصة لغيرة لتحقيق اهداف ومصالح الشعب حتى لا يفقد ثقة واحترام الجماهير والانصار التابعين له ويسقط المشروع والهيبة والوقار وينهار تدريجياً مع الأيام والأحداث الجارية٠


وياتي هنا اهمية دور الشفافية في والمواقف الواضحة والتوقيت المناسب في إتخاذ القرارات الحاسمة والتي يمكن أن تساعد في إعادة بناء الثقة بين السياسي والجمهور من خلال الوضوح في نواياهم ومواقفهم لتجنب الشكوك والشبهات والاتهامات.


وهناك من الأمثال الشعبية التي كانت تتداول فيما بيننا قديما وحديثا وهي من الأمثلة التي لها من المعاني والدلالات التي تعبر وتسير في نفس سياق كلمات الأغنية التي غناها العندليب الأسمر عبدالحليم حافظ وهي "يمشو بلا ديرة" والتي تعني في مضمونها أن الجماعة يسيرون بدون هدف أو اتجاه واضح مما يعكس حالة من الضياع وعدم اليقين وهذا الوصف يُستخدم لوصف مجموعة من الأشخاص أو حتى لوصف حالة عامة في المجتمع والسبب هنا هو عدم وجود رؤية واضحة أو أهداف محددة وربما ايضا تكون هناك من الأسباب مثل التأثيرات للضغوطات الخارجية أو الداخلية التي تؤدي إلى فقدان الاتجاه واخيراً عندما يفتقر الفريق أو الجماعة إلى اتجاه واضح يؤدي ذلك إلى أداء غير فعال وتأخير في تحقيق الأهداف٠


#المريسي٠