آخر تحديث :الإثنين-28 أبريل 2025-01:55ص

المعركة وبعضنا الجمهوري؟!

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - الساعة 05:55 م
حيدره محمد

بقلم: حيدره محمد
- ارشيف الكاتب


بالمشاريع(الإستثمارية الخاصة)و(بمدارج المطارات الغامضة)وببعض(المشاريع الريعية)وبالكثير من(المعسكرات والقوات والمدرعات)يزعم(بعضنا الجمهوري)بأن معركته معركة تحرير وطنية، وبأنها معركة كل أبناء الوطن، وبأنها معركة استعادة الدولة والجمهورية.

وبعضنا الجمهوري هو عينه الذي لم يكن منخرطا في معركة استعادة الدولة والجمهورية وإلى وقت ليس بالبعيد.. ولم ينخرط في المعركة إلا عندما قبل البعض الجمهوري الشرعي بشروطه في٧أبريل٢٠٢٢..وعندها أصبح بعضنا الجمهوري شرعياً.

وتواليك مضت شرعية بعضنا الجمهوري تستعيد مواقعها ومراكزها، ولم تعد طرفا منقلبا، وأصبحت طرفا شرعيا مقاوما، وتمكنت من الوصول لسدة الحكم والقرار.. وهي تتهيأ للمعركة وتستعد للانطلاق من الخطوط الأمامية للمعركة، وهي ذاتها الخطوط التي انطلقت منها لمطاردة وإقصاء كل خصومها ومعارضيها.

ونجح بعضنا الجمهوري في إسقاط كل التهم والدعاوى بالتقادم.. وسقط الحديث عن(الأموال المنهوبة)وسقط الحديث عن(إسقاط الدولة والجمهورية)..وكما وسقط الحديث عن التحالف مع الانقلاب والانقلابيين ..وكل الأبواق هرعت في ركاب البعض الجمهوري، وقد تخندقت للمعركة.

وفي السياسة هذا يحدث وجائز، ولكن الذي لا يحدث وليس بجائز هو أن يعود بعضنا الجمهوري للحكم مجددا من بوابة(الشرعية الدستورية والوطنية)إذا ماتم التحرير فعلاً، واستعيدت الدولة والجمهورية.

وبمعنى أدق وأكثر وضوحاً إذا كانت معركة استعادة الدولة ومؤسساتها لأجل استعادة الدولة ومؤسساتها، ومن ثم يضع بعضنا الجمهوري سلاحه ويتنازل ويتخلى للدولة ومؤسساتها عن إمكانياته ومقوماته، وينخرط في عملية سياسية مدنية ترتهن لنتائج الانتخابات والصندوق، فهو الجائز وما يجب أن يحدث.

بيد أن ما هو ماثل وجاري لا يتسالم ولا يتفق مع الجائز والذي يجب أن يحدث.. وهو أبعد من كل التصورات الرومانسية والكلاسيكية، ويخفي الكثير من الأهداف والخطط والتي لا يمكن لحماة بعضنا الجمهوري أن يتنازلوا عنها مهما كلفهم ذلك من ثمن.

وهناك ما هو أكثر تمسكا وحيطة لبعضنا الجمهوري، وألا وهو إدراكهم الذي لا تخطئه عين ولا تجهله بصيرة والمتمثل في شعورهم المتأصل لديهم بعدم الثقة بكل الأطراف على الساحة، أكانت الأطراف المتقاربة معهم والمتفقة،أو الأطراف المتباعدة معهم والمختلفة.

ولكن السؤال الذي لا يقل بعدا وأهمية عند بعضنا الجمهوري هو من الذي سيقود المعركة. ؟وإن كان بعضنا الجمهوري قد نجح وإلى حد بعيد في استمالة واستقطاب الكثير من الجهات في محيطه القريب والبعيد، إلا أن توجساته ومخاوفه أحياناً تكاد تكون أبعد من أهمية قيادة المعركة.

وذلك لأن بعضنا الجمهوري يدرك وبقوة وأكثر من أي وقت مضى أن قيادة المعركة لن تكون التحدي الأبرز الذي يواجهه، وهناك تحدي لا يقل أهمية وبعدا، وألا وهو من سيقود المرحلة الانتقالية بعد القضاء على الانقلاب وميليشياته.

والمعركة على ما يبدو أن لها رأسين ثابتين، ولا يخفى أن رأسها الثابت في شرقي الشمال، وله باع طويل في المعركة، ولن يتنازل عن استحقاق المعركة الأكبر في مواجهة الإنقلاب، ولن يترك ساح المعركة للبعض الجمهوري المقاوم ليقود ويخوض له معركته.

وإذا ما اندلعت المعركة سيخوضها جناح جمهوري في شرقي الشمال، وجناح جمهوري في غربي الشمال.. والنصر سيسفر عن محاصصة سياسية شاملة، وستعيد الجمهوريين لمربعاتهم الجمهورية القديمة، وكما وستمهد لإنتاج جمهورية فاشيستية جديدة!