خلونا نرجع قليلا للوراء ونراجع تراثنا الشعبي الأصيل لزمن الأمثلة الشعبية القديمة الأمثلة الشعبية التي فيها من البساطة والتلقائية والتي تحاكي و تعكس حكمة وتجربة الناس في التعامل مع الحياة اليومية بكل ما فيها وهذه الأمثلة تعبر عن حقائق ومواقف يمكن أن نجدها في حياتنا اليومية وهي عبارة عن رسائل ، ونذكر البعض منها على سبيل الذكر وليس الحصر ومنها ماكان يتداول ويتردد عندما يتغير حال فلان من الناس ويظهر عليه الشبع والنعمة ويتغير حاله من الفقر والتعب الذي كان يعيشه ويعانيه إلى حالة من الرفاهية والأبهه وبدل مايشكر الله ويحمد على هذه النعمة يتبطر و يتكبر وينغر ويتفاخر ويتعالى على كل ناسه و اهله وزملائة وجيرانه لذا كانوا يذكرونه بماضيه وكيف كان وكانت حالته عندما كان مسكين ويتمسكن والناس ترحمه و تساعده وتقف إلى جانبه فيقولون له هذا المثل" لا تغرك شبعة العيد الدهر كله مواسة" وهذا المثل له معاني ودلالات يفهمها الفقية والحليم قبل ان تزول عنه تلك النعمة ويعمل على مراجعة نفسه وحساباته قبل ان تتحول إلى نقمة وهذه المثل فيه تحذير من الانخداع بالمظاهر المؤقتة والتمتع باللحظات السعيدة دون النظر إلى المستقبل والمثل الاخر الذي كان يتداوله الناس والذي يتشابه ايضا مع المثل السابق ويؤكد عليه وهو من "صبن ثيابه نسى ثياب اصحابه"و هذه المثل يؤكد ماجاء في المثل السابق ويشير إلى أن بعض الناس قد ينسون من حولهم عندما يحصلون على ما يريدون واما المثل الاخير والذي يحكي مضمونه عن فلان من الناس الذي تقدم له النصائح والتلميحات بكل الوسائل وهو ولا يعي ولا يفهم من تلك النصائح والتلميحات اي شيء لذا يقال له "الطم الخي يفهمك الحمار" هذه المثل يعبر عن أن بعض الناس يحتاجون إلى تجربة الأشياء بأنفسهم ليفهموها وللأسف ربما يفهم الحمار من بعد ان تضرب بالعصاء على "الخرج او البردعة "إلا صاحبنا٠
والحكمة من هذه الأمثلة انها تعبر عن حكمة وتجربة الناس في التعامل مع الحياة اليومية ويمكن أن تكون هذه الأمثلة مرشدًا لنا في التعامل مع المواقف المختلفة في حياتنا " الطم الخي" يفهمك الحمار وما اكثر الحمير في وقتنا هذا٠
#المريسي٠