ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد حرب بل هو جريمة إبادة منظمة تُنفَّذ بأقصى درجات الوحشية وسط صمت عالمي تجاوز الخذلان إلى التواطؤ .. آلة الحرب الصهيونية تفتك بالأبرياء دون تمييز تدمر البيوت فوق رؤوس ساكنيها تستهدف المستشفيات والمدارس والمساجد وتفرض حصاراً خانقاً يمنع عن الناس الغذاء والدواء والماء وكأنهم يُحكم عليهم بالإعدام البطيء !!
العالم كله يرى هذه المجازر تُبث مباشرة على الشاشات لكنه يكتفي بالشجب الخجول أو يلوذ بالصمت وكأن الدم الفلسطيني أرخص من أن يُحرِّك ضمائرهم الميتة !!
أما القوى الكبرى وعلى رأسها الولايات المتحدة فهي لم تكتفِ بالصمت بل تدعم هذا الإجرام بشكل مباشر بالسلاح والمال والتغطية السياسية مما يجعلها شريكاً كاملاً في الجريمة !!
أما ما يُسمّى بالمجتمع الدولي فقد أثبت مرة أخرى أنه ليس سوى أداة تتحكم بها المصالح الاستعمارية لا تتحرك إلا لحماية القوى المهيمنة .. بينما يُترك المستضعفون لمصيرهم المحتوم .. يتحدثون عن حقوق الإنسان عندما تناسبهم لكنهم يصمتون عندما يكون الضحية فلسطينياً والعنصر المجرم صهيونياً !!
ما الذي ينتظره هذا العالم ؟ هل ينتظر أن يُباد شعب غزة بالكامل قبل أن يتحرك أم أن مصالحهم تمنعهم من الاعتراف بالحقيقة الواضحة : أن الكيان الصهيوني هو قوة احتلال تمارس الإرهاب المنظّم ؟!
لكن رغم كل هذا العنف فإن غزة صامدة وشعبها حيٌّ رغم كل محاولات قتله .. فالتاريخ يُعلّمنا أن الاحتلال زائل وأن الشعوب التي تؤمن بحقها في الحياة والحرية لا يُمكن أن تُهزم .. قد يتآمر العالم كله لكن إرادة الأحرار ستنتصر في النهاية بإذن الله .
ورغم هذا الظلم العالمي والتخاذل الدولي فإن غزة لم تستسلم .. بل إنها رغم الحصار والدمار أثبتت أنها أقوى من كل محاولات الإبادة .. فالصواريخ التي تنطلق من تحت الركام والأرواح التي ترفض الانكسار كلها تؤكد أن المحتل مهما امتلك من سلاح ودعم لن يستطيع كسر إرادة الشعب الفلسطيني !!
إن معركة غزة اليوم ليست معركة أرض فقط بل هي معركة كرامة ووجود .. وما لم يدرك هذا العالم أن الظلم لا يمكن أن يستمر إلى الأبد فإن التاريخ سيكتب أسماء المتخاذلين في قائمة العار وأسماء الصامدين في سجل الأبطال .