في تطور جديد يعكس تصاعد حدة الخلافات داخل المكونات القبلية والسياسية في محافظة حضرموت، عقد عدد من المنشقين عن “حلف قبائل حضرموت” و”مؤتمر جامع حضرموت” اجتماعاً في منطقة العيون بوادي حضرموت، بدعم من المجلس الانتقالي الجنوبي، في خطوة تهدف إلى تشكيل قيادة بديلة للحلف والجامع، بقيادة جديدة.
ويأتي هذا التحرك بعد يوم واحد فقط من اجتماع رسمي عقد في العاصمة السعودية الرياض، جمع رئيس حلف قبائل حضرموت الشيخ عمرو بن حبريش مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان، في مؤشر واضح على تباين المحاور الإقليمية المؤثرة في ملف حضرموت.
المجتمعون في العيون رفعوا رايات تمثل “حلف قبائل حضرموت”، في إشارة إلى محاولتهم إضفاء الشرعية على تحركهم، وسط حضور قبلي، يعكس الانقسام المتزايد داخل الحلف، والذي بات يشهد محاولات متكررة لإعادة تشكيله خارج الإطار القيادي التقليدي.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مطلعة لـ"عدن الغد" أن اللقاء القادم لممثلي القبائل، والمقرر عقده خلال الأيام المقبلة، سيُكرّس لمتابعة تنفيذ أبرز ما تضمنته مسودة البيان الختامي لـ"اجتماع العيون"، وعلى رأسها تشكيل لجنة تحضيرية لاختيار رئيس جديد لحلف قبائل حضرموت.
وبحسب مشاركين في الاجتماع، فإن هذا الحراك يأتي ضمن جهود لإعادة ترتيب البيت القبلي وتمكين حضرموت من موقعها الطبيعي، مشيرين إلى أن الحلف الجديد يحظى بدعم سياسي واضح من المجلس الانتقالي الجنوبي، في تلميح إلى رغبة في تجاوز مرحلة قيادة الشيخ بن حبريش، الذي يتولى رئاسة الحلف منذ تأسيسه.
وأكد المجتمعون أن اللجنة التحضيرية ستضم ممثلين عن القبائل المشاركة، بهدف التوافق على شخصية جديدة تقود الحلف، بما يعكس تطلعات أبناء حضرموت ويعزز تمثيلهم في القضايا المصيرية، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة والتجاذبات السياسية والقبلية.
ويُنظر إلى هذا الاجتماع كخطوة تهدف إلى سحب البساط من تحت قيادة بن حبريش، ومحاولة فرض واقع سياسي وقبلي جديد في المحافظة الغنية بالنفط والثروات.
ويأتي هذا التصعيد في وقت حساس تشهده الساحة اليمنية شرقاً، مع استمرار التنافس الإقليمي والمحلي على النفوذ في حضرموت، التي تُعد من أهم المحافظات اليمنية استراتيجياً واقتصادياً، ما يجعل التحركات القبلية والسياسية فيها تحت المجهر الإقليمي والدولي.