في خطوة تحمل رمزية كبيرة، وتجسد روح الوحدة الوطنية التقى الفريق الركن الدكتور صغير بن عزيز رئيس هيئة الأركان العامة قائد العمليات المشتركة لقوات دعم الشرعية بعدد من قيادات الألوية والوحدات العسكرية في محور أبين بالعاصمة المؤقتة عدن. هذه الزيارة ليست مجرد حدث عابر، بل هي دلالة على توحيد الصفوف العسكرية واندماج الجبهات الجنوبية والشمالية في إطار واحد تحت مظلة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة. تحمل هذه الخطوة رسالة واضحة: بأن القيادة العسكرية اليوم لا تفرق بين شمال وجنوب، وأن جيش اليمن قد عاد اليوم ليكون وحدة متماسكة وقوة متراصة مستعدة لمواجهة مليشيات الحوثي وعناصر الفوضى التي تهدد أمن الوطن وسلامة أبنائه.
رؤية الفريق بن عزيز نجحت في رص صفوف الجيش بهدوء وصبر، وبدون إثارة أو ضوضاء استطاع أن يلم شمل الوحدات المتباعدة وأن يوحد القلوب والعقول على هدف واحد هو استعادة اليمن وإعادة بناء دولته الحرة المستقلة. ولعل زيارة بن عزيز لعدن ومقابلة قادة المحاور العسكرية في الجنوب تأتي في هذا السياق، حيث لم يعد هناك تمايز بين المناطق والوحدات بل أصبح الجيش الوطني اليوم لحمة واحدة في مواجهة الخطر الذي تمثله مليشيات الحوثي.
ولا يخفى على أحد أن التحديات كانت كبيرة، وبفضل حكمة القيادة العسكرية وحنكة الفريق الركن بن عزيز نجحت في خلق هذا التحالف، وجعلت من هذه الوحدات قوى مندمجة في إطار وطني جامع. هذا الاندماج الوطني في صفوف الجيش يرسل رسالة قوية للحوثيين ومن يقف وراءهم أن اليمن اليوم يقف كيانا واحدا جنبا الى جنب كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا وان اعترته فترات من الضعف المؤقت بسبب تدهور الوضع الاقتصادي في البلد بشكل عام، وأن محاولات التفرقة والتقسيم لم ولن تؤثر على عزيمة أبناء الجيش الوطني على تحرير كل شبر من اراضي الوطن المنهوب.
وتأتي زيارة رئيس هيئة الأركان إلى محور أبين لتفقد مستوى الجاهزية القتالية وتنفيذ الخطط التدريبية بدقة. وقد حمل الفريق بن عزيز رسالة شكر وتقدير من القيادة العليا، معبرا عن فخره واعتزازه بتضحيات الأبطال وثباتهم، مؤكدا أن تضحياتهم لن تذهب سدى وأن الوطن في طريقه لاستعادة كرامته واستقلاله.
رسالة الفريق بن عزيز لم تكن فقط للعسكريين بل كانت أيضا للشعب اليمني، حمل فيها الأمل لكل يمني بأن التحرر من المليشيات بات أقرب مما يظنون، وأن مستقبل اليمن لن يكون مرهونا بأيدي قوى خارجية تسعى للسيطرة والنفوذ. لقد استطاع بن عزيز بشخصيته الجمهورية المخلصة أن يكون رمزا يجمع حوله العسكريين والمدنيين، يعيد لهم الثقة بالجيش ويبشر بمستقبل مشرق لكل يمني حر في شمال اليمن وجنوبه.
إن هذه اللحمة الجديدة التي تتشكل في صفوف الجيش تؤكد أن أبناء اليمن يقفون يدا واحدة خلف قيادتهم الشرعية، ولا مكان للانقسامات في مواجهة التحديات التي فرضتها مليشيات الحوثي المدعومة من الخارج فهي لا تمثل الا شكلا اخر من اشكال التبعية العمياء وذيلا من ذيول ايران. ومن هنا، فإن الجيش الوطني اليوم، تحت قيادة الفريق الركن بن عزيز، يتطلع إلى اليوم الذي تستعاد فيه السيادة ويعود فيه اليمن سعيدا مشرقا كما كان عبر التاريخ قبل ان تتسلط عليه هذه الشرذمة الملعونة التي لم تترك شيء جميل الا شوهته.
بهذا الحراك الوطني، وما يتضمنه من رسائل واضحة، يمكن القول إن النصر بات قريبا، وأن الجبهات الموحدة لن تعطي الحوثيين مجالا لزرع الفتنة أو تقسيم الصفوف ، وان حلم السيطرة لن يستمر طويلا ، فألف عام من الظلم تم ازالته في ليلة 26 سبتمبر عام 1962، فكيف الآن بعد ان ادرك الشعب اليمني قبح هذه الجماعة وموروثها العقائدي المبني على العنصرية والطبقية والدكتاتورية المطلقة في الحكم والذي لا يمت الى سماحة الاسلام والى عدالته بشيء.
انهم يرون انفسهم مخلوقات فوق البشر كما ظن ابليس نفسه، غير انهم سيرون انفسهم قريبا تحت نعال الأبطال،