في ساعة متأخرة من ليلة أبريلية أعلن الرئيس اليمني عبدالربه منصور هادي عن نقل السلطة الى مجلس القيادة الرئاسي بعد حكم دام قرابة عشرة أعوام فكانت منها ثلاث سنوات اتفاقات وحوارات ونقاشات ملأت سماء البلاد وعودا وأوهاما ثم كانت سبع منها حرب ضروس ومعارك بسوس دمرت الأرض وهتكت العرض وسفكت الدماء وبذرت الحزن في الأرجاء.
في هذه المناسبة أولا أقول وداعا سيدي الرئيس لقد كنت الرئيس الوحيد في تاريخ اليمن المعاصر الذي أعلن أن الحوار هو اللغة التي يجب أن نعتمدها في المداولات السياسية وأن النقاش هو السبيل الوحيد للتفاهم وقد أشرفت بنفسك على حوار كان يمكن أن يكون فرصة للخروج الى بر الأمان، الا أنك فخامة الرئيس قررت أن تكون مطية للحاقدين في الداخل والخارج وجعلت من نفسك حصان طروادة لهدم المعبد على ساكنيه،
وكنت الرئيس الوحيد في تاريخ الدنيا الذي حكم بلاده من بلد مجاور سبعة أعوام ثم سلم السلطة هناك وفي ظلام الفجر البهيم وهذا فقط لوحده اشارة مهمة وعلامة خطيرة عن المستقبل المعتم الذي ينتظر البلاد .
وثانيا سيدي الرئيس ها أنت اليوم تذهب الى العدم وتختفي في الشتات فقد كنت مثالا للحاكم العاجز وقدوة للرئيس المتخاذل لم تكن يوما مؤهلا لقيادة بلد بحجم اليمن أرضا وتاريخا وانسانا ولم تكن صالحا لمواجهة التحديات الاستثنائية التي مرت بالبلد طوال المرحلة الماضية.
وثالثا سيدي الرئيس السابق اليوم سلمت السلطة بشكل لم يسبق له مثيل كما حكمت بطريقة فريدة وأسلوب غريب كان حكما فريدا ونهاية عجيبة يا راعي العجائب وصاحب الغرائب ما أنت الا حالة شادة وصورة مائلة في تاريخ اليمن السياسي ،استلمت بلدا واحد وسلمته بلدان كثيرة، صعدت الى قصر الرئاسة في صنعاء اليمن نهارا ونزلت منه مغشيا عليك ولكن... في ليل بهيم بأزقة الرياض وفي غرفة مظلمة باردة لا يعلم أحد كيف هو وضعك... انتخبك الشعب لتكون لهم رئيسا لوحدك... وأنت انتخبت لهم سبعة رؤوسا مختلفين في الليل متشاكسين في النهار ...تحاربوا قبلك ثم حاربوك ثم لن يتفقوا كما يظهر بعدك..
أمنّك الشعب على الوطن فجعلت من الوطن مائدة اللئام ومن الشعب طعام هذه المائدة وفوضك الشعب لقيادة البلاد لمرحلة انتقالية مدتها عامين فجلعت منها عشرة أعوام ثم سلمت السلطة لادراة المرحلة الانتقالية التي من المتوقع أن تستمر لقرن من الزمن،
وأخيرا سيدي الرئيس سيحاكمك التاريخ وعند الله تجتمع الخصوم