آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-12:39م

ملحمة مدن الملح

الأحد - 21 نوفمبر 2021 - الساعة 01:39 م
سعد العجمي

بقلم: سعد العجمي
- ارشيف الكاتب


منذ شهر تقريبا وأنا أقرأ سلسلة مدن الملح للروائي السعودي عبدالرحمن منيف والان في النصف الثاني من الملحمة الرابعة ما قبل الأخيرة

في الأجزاء التي قرأتها حتى الان وجدت أشياء كثيرة جدا جدا عن انسان الصحراء ما قبل النفط والحياة الاجتماعية في تلك الرقعة الجغرافية من الكوكب وما بين السطور وفي منحدرات حروف هذه السلسلة تكتشف الصحراء وهذا العالم الغامض

وبشر الصحراء هم النبات الحقيقي لهذه البيئة واحد مظاهرها وتجلياتها العظمية اذ رغم الانكشاف الشامل لهم والبساطة التي تفسر حياتهم وتصرفاتهم في بداية اللقاء الا أن بعد ذلك يتضح أنهم بشر صعب المراس وأناس غامضون لدرجة يصعب فيها فهمهم واكتشافهم واذ أنهم يسمعوا لكنهم كثيروا الشك والريبة وليس من الصعب إغضابهم وحملهم على القتال ومع ذلك فإنهم اذا قطعوا فإنهم يفعلوا ذلك مرة واحدة واذا أعطوا فإنهم يعطوا بسخاء وهم مختلفين وهذه الصفات تحددهم أكثر مما تميزهم

في هذا السفر الأدبي نقرأ الإنسان العربي ونكتشف زمنا وحياة العرب في هذه المنطقة وقد كان منيف قديرا في رسم قطاعا كبيرا من المواضيع واخضاع متناقضات الحياة في أوديسا اجتماعية واحدة وانتهاج طريقة مغايرة في مسار الأدب الروائي العربي لانتاج هذا العمل وإخراجه بهذا الشكل الجميل

منيف قدم طرح أخر وزواية مختلفة للنظر من  خلالها الى الزمان والمكان وقراءة هذا التاريخ بالأدب ومن خلال الأدب و فاوض التاريخ وحاوره على طاولة الأدب وبقانون الرواية مع ما يصاحب ذلك من صعوبات كثيرة ومخاطر جمة وما ينتج عنها وقد كان منيف دفع ثمنا كبيرا لهذه المخاطرة الجلية في غابات العرب

ما يلفت النظر في هذه السلسلة هو تعبير فياض وتصوير فذ وطرح لذيذ وقدرة مدهشة على خلق الألوان والجمال لتصبح لوحة أدبية عالمية في محفل الأدب العالمي

سعد العجمي السقطري