آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-12:39م

منطق اللا دولة

الجمعة - 04 يونيو 2021 - الساعة 02:11 م
سعد العجمي

بقلم: سعد العجمي
- ارشيف الكاتب


ان من أخطر النتائج المعنوية التي نتجت عن الحرب القذرة في اليمن هي فقدان الثقة بالدولة ورجالاتها ومؤسساتها وغياب هيبة الدولة ومصداقيتها ليس من الرجال الحاكمين أو من النظام القائم (سواء كانوا من الدولة أو سلطات الأمر الواقع ...وما أكثر الأخيرة في طول وعرض اليمن) بل تعدى الأمر ان وصل الى فكرة (الدولة) بذاتها ومسّ جوهرها كمفهوم تأصل منذ فترات بعيدة في أذهان الناس أن لا يمكن العيش بدون دولة تحمي النظام العام وتطبق القانون وتسوس البلاد والعباد وتسهر على مصلحة المواطن وحقه في العيش الكريم وحرية التعبير والعدالة والمساواة الى أخره.. 

وبات مفهوم الدولة ودلالاته غير ذي معنى وبقي بغير أهمية لذى قطاع كبير من المواطنين خصوصا هنا في سقطرى وأصبح المواطن لم يعد يعتقد أنه يمكن للدولة أن تكون حبل انقاذ للوطن وطوق نجاة بل بالعكس تحول المفهوم لدى الكثير أن الدولة صارت هي المعول الذي يهدم والمطرقة التي تضرب والفأس الذي يكسر والسارق الذي يسرق وأصبح كل سياسي في نظرهم شيطان يستحق الرجم آناء الليل وأطراف النهار

إن أعظم جريمة وأسوء جريرة ارتكبتها القوى السياسية والأحزاب والمكونات اليمنية شمالا وجنوبا والأشقاء في الاقليم بحق اليمن هي تشويه أهمية الدولة والتقليل من دورها وتصفير مؤسساتها من أهميتها واضمحلالها يوما بعد أخر أمام الوعي الجمعي العام وأصبح الجميع يسعى للخلف ويهش بقدميه وكل حواسه الى الوارء (الى القرون الغابرة) بحثا عن مأوى أخر وجماعة تقيه شر الزمان وخطوب المكان 

ان من الخطر أن تبقى أي بقعة جغرافية بلا دولة مهما كان شكلها ولونها وطيفها وأن الإبقاء على دولة ضعيفة مهترئة خيرا من فراغ اداري وإجرائي قاتل يهتدي الى الفوضى ويحتكم الى العشوائية ويستنهض بربرية المغول ويسترشد بأدب الغابة 

طبعا أقول هذا في ظل غياب المشروع وعدمية القيادة وغياب الاستراتيجية الفعالة التي يمكن أن تكون بديلا لما هو قائم لخدمة الناس ولتقليل من معاناة المواطن وايجاد ادارة قادرة على العبور بسفينة الوطن الى ضفة الأمان ومرفئ السلام