آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-12:39م

لحظة الحقيقة الفاجعة تقترب!

الثلاثاء - 16 فبراير 2021 - الساعة 10:49 ص
سعد العجمي

بقلم: سعد العجمي
- ارشيف الكاتب


أن يوم اعلان عاصفة الحزم في عام 2015م كان يوما مبشرا لليمنيين وللعالم العربي من المحيط الى الخليج ليس لأن العاصفة أعلنت لتحرير فلسطين أو استعادة العراق المختطف أو لمساعدة سوريا الجريحة بل جاء لمواجهة جماعة الحوثي التي ثمثل 5% من سكان اليمن ومن أجل استعادة عاصمة اليمن صنعاء الأسيرة و كان الحلف المفاجئ وهو لأول من نوعه منذ ان اجتمع العرب على نبوءة محمد بعد فتح مكة قبل 1400 عام

وكان الخبراء والمحللين اختلفوا على أشياء كثيرة في هذا الملف الا أنهم اتفقوا جميعا على حقيقة واحدة وهي أن الحرب لن تأخذ أكثر من ثلاثة أشهر على أكثر تقدير وستعود صنعاء الى محيطها العربي وموقعها الطبيعي كما كانت ولا أحد يتوقع غير ذلك

وكان اليمنيون على اختلاف مشاربهم وتعدد أفكارهم ومشاريعهم متفقين على أن الحوثي هو العدو الواحد الأزلي لهم جميعا ومهما تفرقوا سيجتمعوا تحت لواء واحد لمواجهته والتخلص منه لأنه كان طارئ فعلا وجاء على حين غرة ولم يكن ليأتي لولا ألاعيب الغرف المغلقة وقرارات خلف الكواليس التي رأت أن الحوثي هو الجدير بتنفيذ هذه المهمة القذرة

في غضون الخمس السنوات هذه تفرق العرب وتمزق شملهم شر ممزق بل أن بعضهم أقدم على الحج الى تلأبيب وأخرين الى أنقرة وطهران وباتت الحرب في اليمن تأخذ منحنى أخر وهي ضعف التحالف وانسحاب دول عربية من هذا الحلف ودول أخرى بقيت شكلا وغادرت مضمونا ودب الخلاف بين شركاء التحالف أنفسهم حتى وصلوا الى الحرب بينهم.
أما الحوثي فمع كل رصاصة يطلقها أعدائه على بعضهم يزداد هو قوة وشكيمة ويرتفع رصيده ومصداقيته أمام الشعب والعالم وبات يرسل الطائرات المسيرة الى عمق المملكة ويهدد منشآتها السيادية كالمطارات وأنابيب وشركات وسفن النفط وكذلك القصور المكلية والقواعد العسكرية وبقيت سماء الرياض ولأول مرة في تاريخها مسرح لطائرات مسيرة يشرف على إرسالها سفير فارسي من صنعاء اليمن،

وها نحن اليوم في بداية العام 2021م جاء بايدن بقرارات صعبة للتحالف وشركائه وهي إيقاف الحرب وإلغاء قرار تصنيف الحوثيين إرهابيين هذا القرار الذي لم يكن دوافعه اليمن ومصلحته بل لأسباب كانت مصدرها أروقة البيت الأبيض فقط، ودعى بايدن الى إطلاق عملية مفاوضات سلام شامل في اليمن وإنهاء الأزمة الإنسانية التي تشهدها اليمن،

في الآن نفسه يتحرك الحوثيين منذ أسابيع ويستميتون في معركة السيطرة على مأرب وهي أخر معاقل حكومة هادي في شمال اليمن والمجتمع الدولي يندد بخجل ينفث منه رائحة التواطئ وينبئ عن ضوء أخضر أمريكي بريطاني للحوثي الجندي لكي يسيطر على مأرب وتكتمل باقي حلقات المسلسل قبل المفاوضات النهائية المتوقعة قريبا

اليمنيون أغلبهم لم يصدقوا بعض المؤشرات من هنا وهناك أن التحالف العربي العظيم سيكون أول وأخر سبب هزيمتهم أمام الحوثي! هذه اللحظات العصيبة والمفصلية من تأريخ اليمن الحديث ذهبت السكرة وبقيت الفكرة! واضحة والحقيقة كاشفة لا غبار عليها ومفادها أن الحوثي منذ ظهوره المفاجئ على أسوار عمران والميلودرامية التي صاحبة تمدده الى عدن ثم الأحداث الدامية والمعارك الضارية التي حدثت الى يوم الناس هذا كان مشروعا دوليا مكتمل الأركان والهدف أولا هي اليمن شمالا وجنوبا والمقاربة اللبنانية هي النمودج الممكن تطبيقه في اليمن ثم الهدف الثاني هي السعودية والجوار الخليجي لكي يبقى دائم القلق يطلب الأمن ويستجدي الحماية وهو راكعا في تلأبيب وواشنطن