آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-12:39م

خربشات ليالي الشتاء

الأربعاء - 06 يناير 2021 - الساعة 07:26 ص
سعد العجمي

بقلم: سعد العجمي
- ارشيف الكاتب


أحزم أمري وأروض نفسي على الاجتماع بك كما لو أنني أعلم أن فراقنا قادم لا محالة ليس لأن الموت فقط من هو قادر على بعثرتنا بل العواصف القادمة من كل مكان والهواجس المنتشرة في أنحاء عقولنا نحن أطراف هذه العلاقة الواقفة في الخط الدقيق الفاصل بين العدم والوجود الحلال والحرام المكروه والمستحب البياض والسواد البر والبحر الأرض والسماء.

كنت أمس أقرأ لدستوفسكي وهو بالطبع شيخي المفضل وكاتبي الأعظم في عالم الأدب ومجال التعبير ففي روايته المدبوغة بالعاطفة "الليالي البيضاء" كان يقول (استبد بي الخوف من أن أبقى وحيدا، وقد تسكعت في المدينة خلال ثلاثة أيام، معانيا من اضطراب عميق دون أن أفهم شيئا مما يحدث لي) وواصل يشرح حاله في تجواله ومحاولة حديثه مع البيوت والأمكنة والأرصفة لعله يلقى سلوى أو شيئا من جبر قلب مكسور وحنين طافحا يملئ القلب ويفيض سيل من الحزن والألم.

لا أعلم كيف أبدأ ولا أنتهي أنني أخاف من عواقب هذه العلاقات المشروطة ولا احفل بها أبدا وأن كان بها بعض المتعة وجمال الصحبة ولذة الرفقة الا أنني أفضل البقاء وحيدا في العواصم المزدحمة والمدن المكتظة أو حتى في الأرياف البعيدة والصحاري الميثاء والجبال الشماء.... الان وأنا في حالة تفاكر عن خوض هذه التجربة من عدمها وجدت نفسي أكلم الجدران وأحادث البنيان ولا حيلة أمامي الا الوقوف هنا ووضع خط رجعة...وما لا يتم الواجب الا به فهو واجب.