لربما بان هناك العديد من أبناء شعبنا الجنوبي لا يفرقون بين مفهومي الحكم الذاتي و الإدارة الذاتية وقد يضن الكثير منهم عن جهل بأن إعلان المجلس الانتقالي للإدارة الذاتية تعني حكم ذاتي في المدن الجنوبية المحررة التي يسيطر عليها عسكريا من منطقة الشيخ سالم وعدن ولحج و الضالع و سقطرى ..
ومن هنا نود أن نوضح لأبناء شعبنا معنى مفهوم الحكم الذاتي بأنه نظام سياسي وإداري واقتصادي يحصل فيه إقليم أو أقاليم من دولة على صلاحيات واسعة لتدبير شؤونها بما في ذلك انتخاب الحاكم والتمثيل في مجلس منتخب يضمن مصالح الأقاليم على قدم المساواة. وبناء عليه تكون الفدرالية شكلا متقدما من أشكال الحكم الذاتي.
بينما مفهوم نظام الإدارة الذاتية (Holacracy) هو أسلوب حوكمة إداري وتنظيمي لامركزي بحيث توزع السلطة وصنع القرار في جميع أنحاء المنظمة التي تتبع طريقة التسلسل الكلي الفرعي والتي تدار بفرق ذات تنظيم ذاتي بدلا من تخويلها ضمن تسلسل هرمي. وقد اعتمدت هذه الطريقة من الإدارة في منظمات ربحية وغير هادفة للربح في العديد من البلدان ..
ومن خلال إيضاح الفرق بين المفهومين تتضح لنا الحقيقة بأن مفهوم الحكم الذاتي هو نظام سياسي وإداري واقتصادي مستقل بمنأى عن نظام الجمهورية اليمنية كما يطبقة الحوثيين في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم ، أما مفهوم نظام الإدارة الذاتية هو أسلوب حوكمة إداري وتنظيمي تطبقة المنظمات الهادفة للربح وغير الهادفة للربح في ظل النظام السياسي السائد للجمهورية اليمنية في المناطق التي يسيطر عليها الانتقالي ..
ولكي لا ينصدم المهرولين بالعواطف الثورية وكل مطفي السرجات ومشغلي المساحئات بنفض غبار الشرعية فعليهم أن يدركوا الحقيقة بأن الانتقالي لم يعلن حكم ذاتي في المناطق التي يسيطر عليها عسكريا لأن إعلان الحكم الذاتي في مناطق سيطرة يعني انقلاب على نظام الجمهورية اليمنية ولهذا تجنبوا الصدام مع تحالف دعم الشرعية العربي واعلنوا إدارة ذاتية لا تخرج عن نظام شرعية هادي ..
وبمعنى أدق وأكثر وضوح فإن إعلان الإدارة الذاتية لا يمنح الانتقالي الحق في القيام بعزل المحافظين والمدراء وتعيين بدلا عنهم فكل ما يمكنهم القيام به هو تشكيل للجان رقابية على أداء الأجهزة الحكومية في المناطق الواقعة تحت سيطرتهم وإظهار الفساد وتعبئة الرأي العام وإخراج مظاهرات تطالب الرئيس هادي بتغيير الفاسدين من تلك الأجهزة الحكومية ..
و قد يذهب البعض ممن يحتكمون للعواطف وليس للعقل والمنطق بأن الزبيدي حينما عين قادة عسكريين في سقطرى قد يضنون أن بوسعة تعيين محافظ لسقطؤى دون إدراك بأن تلك التعينات كانت في التشكيلات العسكرية التابعة الانتقالي وليس في الوحدات العسكرية التابعة للشرعية وكما أن توجيه أحمد بن بريك لأمن عدن بإحضار مدير الكهرباء والمياه خير دليل بأنهما رفضوا الحضور إليه لأنهما يتابعان الشرعية و وجه باحضارهم بالقوة العسكرية إليه ..
ومن هنا أوجه نصيحه الاخواننا في الانتقالي للحفاظ على ماء الوجه بإعلان الإدارة الذاتية فعليهم أن يقدموا مرشحين من عناصرهم لشغل مدارء المكاتب التنفيذية و ممارسة الضغط على محافظي أبين وعدن ولحج والضالع للقيام بتعيينهم أو تكليفهم من قبلهم وكذا ممارسة ضغط على قائد المنطقة العسكرية الرابعة حتى تصبح جميع المرافق في المحافظات الواقعة تحت سيطرتهم تمتثل للإدارة الذاتية بقيادة الانتقالي ..
ولطالما بان الانتقالي لا يستطيع أن يكون ذو لون أبيض في مناطق سيطرته بإعلان حكم ذاتي ويسود وجه الشرعية كما فعلها الحوثيين فليس عليه أن يكون مزيج رمادي من الون الابيض والاسود ولهذا فما عليه إلا أن يستمع النصحية المقدمة له من قبلنا حفاظاً على ماء الوجه فدون ذلك فإن الانتقالي يقف في منطقة (رمادية) ما بين (الحكم الذاتي) و (الإدارة الذاتية) !!