آخر تحديث :الإثنين-28 أبريل 2025-01:55ص

المصالح هي التي تعبث في وطني

الأحد - 29 سبتمبر 2019 - الساعة 10:28 ص
ياسر عثمان السعدي

بقلم: ياسر عثمان السعدي
- ارشيف الكاتب


‏ثمة أشياء غريبة تحدث في بلدي وثمة متناقضات تحدث في الجنوب نعم يتفق الجميع أن هناك مصالح تدفع البعض بالعبث في وطني وقد لا يختلف اثنان على المعاناة والآلام اليومية التي يعيشها الفرد الجنوبي ، وحقيقة يمرضني ما يحدث في ارضي، ولكن لابد من الاستدراك والتأمل قليلا إلى متى يعاني الجنوب؟ ولأجل من؟ وهل للجنوبي نصيب ودور في هذه اللعبة؟ ،أم هو حكمها أو جمهور مبعد عنها ، كل هذه التساؤلات تجول في خواطر الجنوبي مع كل إطلالة صباح يوم جديد ، وكل هذا التفكير ليس صامتاً بل بصرخات مشحونة بألم المعاناة وما جرى ويجري في الجنوب.

وبنظرة فاحصة وسريعة نقول أن المواطن الجنوبي عانى ما عانى في زمن العهود المظلمة ولم ينل حقه الطبيعي أطلاقاً مرورا بكل من جاء إلى سدة الحكم من السابقين والى اللحظة حيث نجد معاناة المواطن الجنوبي يومية بجوانب بأوجه عدة ومسلسل المعاناة مستمر وأمهات الجنوب يكررن الدعاء كل يوم تمنيات انتهاء المشهد الأخير من أحداث هذه المتاهات ، وبات الأين والعياء على الجنوبيين ،ونجد في المقابل دعاة الرفاهة والاستقرار سخروا فضائياتها ومواقعهم الالكترونية بعدد نفوس الصين لكي تكون بوقا لهم بشعارات زائفة تخديرية أفيون لهذا الشعب الجريح ويضحكون بها على الذقون فكان الجنوبيين اليوم في بحر لجي تتلاطمها أمواج الوعود ، كل هذا والمواطن المسكين لا حول ولا قوة ودعاة إعطاء الحقوق للإفراد الرعاة كما يدعون غير مهتمين كل الاهتمام بالموضوع بل نرى الراعي مرفه ومستقر ووسائل الراحة كلها متوفرة له والمواطن الجنوبي المسكين لا حول له ولا قوة يفتقر إلى أبسط مقومات المعيشة والسكن والأكل والشرب والكهرباء وفقط يتمنى أن تضمحل وتذلل أمام ثروات وأموال بلده كل الصعوبات ويريدون من بلدهم أن يأتي بدُورها المكنون وجوهرها الثمين ، نعم يا سيادة الراعي المحترم يا من ضحى هذا المسكين من أجلك وحمل السلاح ضد الحوثي من أجل حمايتك وضحى بماله ودمه من اجلك، أهكذا يرد الجميل يا سيادة الراعي فقد عض الجنوبي بنان الندم على هذا ، وهل أصبح توفير الخدمات أو ما شابه للجنوب قمة سامقة لا يمكن إدراكها ،

وهل تعلمون يا من تجلسون على سدة الحكم ، أن هناك عوائل تعيش في بيوت مهدمة تفتقر الى ابسط احتياجات الإنسان أم هل تعلمون أن هناك عوائل كثيرة تأكل طعام النفايات ويعيشون على قوارع الطرق ،وهل تعلمون أن هناك نساء تحت وهج ولهيب الشمس تقضي نهارها في البحث بالنفايات للحصول على أشياء قد تفيدها في البيع أو طعام لتأكله ، وهل رأيتم أطفال بعمر الزهور تركوا المدارس وأصبحوا يجوبون الشوارع والتقاطعات وسط زحام السيارات ومخاطر الشوارع في هذا المجتمع الذي تملؤه جارحات الفلا وتسلط فيه شذاذ الأفاق ، كل هذا بحثا عن لقمة العيش لهم ولعوائلهم ، هل سمعتوا بكل هذه الأمور يا من ملئت أفواهكم ضحكات عريضة وانتم تختلفون في أمور دنيوية زائلة أمام فضائيات الكذب والنفاق، استفيقوا وانصفوا وغلبوا أصوات العقول، فان الجنوبي يعيش في دهاليز مظلمة و يعاني شظف العيش وظروف حالكة ومرت عليه سنوات عجاف واستبشر بكم خيرا ولكن الظاهر انه سيبقى يعيش سنوات العجاف ، بسبب تعاملاتكم الساذجة واعلموا واعلموا أن الحلول بيدكم ، وأيضا ليعلم المواطن الجنوبي أن من حقه أن يعيش مكرما معززا مرفهة وبمستوى اقتصادي متساوي للجميع لما يملك الجنوب من خيرات وفيرة من نفط وغاز وزراعة ومواني و و.... يعجز القلم عن كتابة كل هذه النعم التي لابد أن تدر الخيرات والبركات على سكان أرضه، وألا يا سيادة الراعي ماذا يفُسر عدم وجود كهرباء وعدم توفر الوقود أو عدم توفر.....

قد بات القلم يكره ذكرها لتجدد صرخات المواطن الجنوبي بها كل يوم متى ومتى ومتى ، أذن لابد من الوقوف والإعلان الحقيقي لماذا يحدث هذا في الجنوب وأين أدوات السعادة التي وعدتم بها الناس أين تذهب واردات الجنوب ولمن ولماذا وكيف ولماذا لغير الجنوبي وليس للجنوبي نفسه ، بعد كل هذه الصرخات اعتقد الموقف واضح فليفكر الجميع ملياً من أصحاب قرار وغيرهم ، لان العادل سوف ينادي وقفوهم إنهم مسئولون .....