آخر تحديث :الإثنين-28 أبريل 2025-01:55ص

الوجدان الاخلاقي

الخميس - 09 مارس 2017 - الساعة 09:37 م
ياسر عثمان السعدي

بقلم: ياسر عثمان السعدي
- ارشيف الكاتب


الله سبحانه وتعالى وهب للانسان ثروة لا تقدر بثمن هي (الوجدان الاخلاقي) لذلك نقول ان:

  الوجدان الاخلاقي يفرق بين حياة الانسان وحياة الحيوان ويمنح الإنسان الطهارة والفضيلة ويهيء له طريق السمو والتكامل.

 

الوجدان الأخلاقي لا ينبهنا إلى الأخلاق الحسنة والسيئة فحسب بل انه يدفعنا نحو الاخلاق الحسنة ويحذرنا من الاخلاق السيئة  واذا حدث وتمردنا على الوجدان الاخلاقي فاننا نتعرض لتانيب لا يحتمل وتعذيب يجعل الحياة مرة لنا.

الخلاصة ان الوجدان الاخلاقي هو احد العطايا الالهية الموجودة في باطن الإنسان والممزوجة مع وجوده  واذا أردنا ان نتبع في حياتنا الميول الطبيعية والفطرية لا بد ان نطيع اوآمر الوجدان ونزن حريتنا بالمعاير الاخلاقية ونلبي غرائزنا وفق الوجدان الاخلاقي.

 

العقل هو الأخر كالوجدان الاخلاقي من الثروات التي اختص بها البشر وحرم منه الحيوان كما انه مشعل متوهج يضيء درب حياة الانسان ويبين له الطريق الصحيح من الخاطئ ومن جانب اخر فهو (اي العقل ) يطابق الميول والرغبات غير المحدودة للبشر مع القوانين الطبيعية والأنظمة الاجتماعية ويعين موارد الاختلافات والتناقضات فيها ثم ان العقل يحدد حرية الإنسان ويبين موارد الصلاح والفساد فيها باختصار ان العقل هو قاضي حقيقي محاسب يعين حدود اشباع الغرائز والميول ويميز بين المسموح به والممنوع . كما أنه يحدد حرية الإنسان وهذا يعني ( القانون) ان تنفيذ أوآمر العقل يحفظ للإنسان حياته ويمنحه الحرية والعزة والشرف الاجتماعي وعلى العكس فإن عدم الاهتمام بنداء العقل واتباع هوى النفس دون قيود يؤدي إلى ضياع القيمة الإنسانية ويسوقه نحو السلوك الحيواني ويجعله عبدا  .

 

العقل دليل استقر فينا بامر الهى وامتزج مع وجودنا  فاطاعة أوامر العقل اتباع لقانون الخلق والفطرة وتنفيذ قرارات العقل يؤدي إلى السعادة ومخالفة قوانينه توجب التعاسة والندامة . ان عدم الأهتمام بنداء العقل والوجدان الأخلاقي هو عدم أهتمام بدين الفطرة وتخلف عن نظام الخلق .

 

أن الاشخاص الذين يتركون فضائلهم الإنسانية ويتمردون على الوجدان والعقل مضطرون أن يكونوا كالحيوان عبيدا لاهوائهم النفسية فلا قيمة للانسان دون العقل.

 

واخيرا نقول اننا بانتظار المعجزة التي تحدث لحكومة الشرعيه ويعود لها الوجدان الاخلاقي  بعد تمردهم الطويل على الوجدان والعقل حتى ينعم الشعب والحكومة معا بالوجدان الاخلاقي .

والله من ورى القصد.