في تقرير صادم يسلّط الضوء على أحد أكثر الأزمات الإنسانية إيلامًا في العصر الحديث، كشفت الأمم المتحدة عن حصيلة مأساوية لضحايا الهجرة حول العالم، إذ لقي أكثر من 72 ألف شخص مصرعهم أو فُقدوا أثناء محاولتهم الوصول إلى وجهات جديدة منذ عام 2014.
التقرير، الذي أصدرته المنظمة الدولية للهجرة، أشار إلى أن هذه الأرقام تمثل فقط ما تم توثيقه من حالات، ما يعني أن العدد الحقيقي قد يكون أعلى بكثير، في ظل وجود العديد من الحوادث التي تمر دون تسجيل أو توثيق رسمي، خاصة في المناطق النائية أو على طرق الهجرة غير الشرعية.
طرق الهجرة التي يسلكها هؤلاء الباحثون عن الأمان والحياة الأفضل غالبًا ما تكون محفوفة بالمخاطر، سواء عبر الصحارى الحارقة أو البحار المظلمة التي لا ترحم. وتعدّ منطقة البحر الأبيض المتوسط واحدة من أكثر المسارات فتكًا، حيث ابتلعت مياهها آلاف الأرواح خلال السنوات الأخيرة، دون أن تصل أحلام أصحابها إلى بر الأمان.
ورغم التحذيرات المتكررة من خطورة الهجرة غير النظامية، لا تزال الأوضاع المعيشية المتدهورة، والنزاعات المسلحة، والفقر المدقع، تدفع الآلاف سنويًا إلى ركوب المجهول في محاولة للفرار من واقع قاسٍ إلى مستقبل مجهول، محفوف بالمخاطر والأمل في آنٍ واحد.
المنظمات الإنسانية تدعو المجتمع الدولي إلى تحمّل مسؤوليته الأخلاقية والإنسانية، وتوفير بدائل آمنة للهجرة، إلى جانب معالجة الأسباب الجذرية التي تدفع الأفراد إلى اتخاذ هذه الطرق المحفوفة بالموت، مؤكدين أن حياة الإنسان لا يجب أن تكون الثمن في رحلة البحث عن الكرامة والأمان.