تواجه أوكرانيا ضغوطًا متزايدة قد تدفعها، حسب مراقبين، للتفكير في تقديم تنازلات إقليمية لصالح روسيا، في ظل استمرار الحرب المستعرة منذ أكثر من عامين والتغيرات المتوقعة في السياسة الدولية مع اقتراب الانتخابات الأمريكية.
وقد أشار تقرير نُشر على موقع "بي بي سي عربي" إلى أن هناك احتمالاً أن "تُضطر أوكرانيا" للتخلي عن بعض الأراضي التي سيطرت عليها روسيا، في محاولة للتوصل إلى تسوية تنهي النزاع المستمر، الذي خلف دمارًا واسعًا ومعاناة إنسانية كبيرة.
وفي سياق متصل، أدلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بتصريحات أثارت الجدل مجددًا، مؤكدًا أن "شبه جزيرة القرم ستبقى تحت السيادة الروسية"، في إشارة منه إلى دعمه الضمني لمطالب موسكو، التي ضمت القرم عام 2014، في خطوة لم تحظَ باعتراف دولي واسع.
من جهتها، تواصل القيادة الأوكرانية تأكيدها على موقفها الثابت الرافض للتخلي عن أي جزء من أراضيها، وتصر على أن أي تسوية يجب أن تضمن انسحاب القوات الروسية الكامل، ومحاكمة المسؤولين عن الجرائم والانتهاكات بحق المدنيين.
ويأتي هذا الجدل في وقت حرج، حيث تشهد جبهات القتال هدوءًا نسبيًا مقارنة ببداية الحرب، وسط مؤشرات على حرب استنزاف طويلة الأمد. كما تعاني أوكرانيا من نقص في الذخيرة وتراجع بعض الدعم العسكري، ما يزيد من تعقيد الوضع الميداني والسياسي.
الموقف الدولي ما زال منقسمًا، فبينما تدعو بعض الأطراف إلى تسوية دبلوماسية، تصر دول أخرى على ضرورة استمرار الضغط العسكري والاقتصادي على روسيا، لضمان عدم تكرار سيناريوهات مشابهة في دول أخرى.
في ظل هذه المعطيات، تبقى أوكرانيا في مواجهة اختبار تاريخي صعب، وسط تساؤلات حول ما إذا كانت ستتمكن من الحفاظ على وحدة أراضيها، أم أن المشهد الجيوسياسي القادم سيحمل مفاجآت غير متوقعة.