تشهد مدينة هامترامك في ولاية ميشيغان الأمريكية حدثًا انتخابيًا غير مسبوق يعكس التنامي المتواصل لحضور الجالية اليمنية في المشهد السياسي المحلي، حيث أعلن ستة مرشحين من أصول يمنية ترشحهم لمناصب قيادية في المدينة، بينهم مرشحون لمنصب العمدة وآخرون لمقاعد مجلس البلدية.
هذه الخطوة اللافتة تسلط الضوء على التحول النوعي في وعي الجالية اليمنية هناك، وحرصها المتزايد على أن تكون جزءًا فاعلًا في صناعة القرار المحلي، بعد سنوات من الاندماج والعمل المجتمعي المثمر. وقد لاقت هذه الترشيحات اهتمامًا كبيرًا من وسائل الإعلام، واحتفاءً من أفراد الجالية الذين يرون في هذه اللحظة فرصة تاريخية لتعزيز تمثيلهم السياسي، وترجمة تطلعاتهم إلى مشاريع تنموية وخطط خدمية تمس واقعهم اليومي.
وتعد هامترامك من المدن الأمريكية ذات الحضور العربي البارز، لا سيما الجالية اليمنية التي ساهمت على مدى عقود في مختلف مناحي الحياة الاقتصادية والاجتماعية. ويُنظر إلى هذه الانتخابات بوصفها اختبارًا حقيقيًا لنضج التجربة السياسية للجالية، ووعيها بدور صناديق الاقتراع في تحقيق التغيير.
المرشحون الستة يتمتعون بخبرات متنوعة، فمنهم من سبق له العمل في مجالات التعليم، والخدمة العامة، ورواد أعمال، وشخصيات مجتمعية معروفة بنشاطها في الدفاع عن حقوق الجالية والمهاجرين. ويأمل الناخبون أن يكون هذا التمثيل فرصة لوضع قضاياهم على رأس أولويات الأجندة السياسية للمدينة، من تحسين الخدمات البلدية، إلى دعم الشباب، والتعليم، وتعزيز روح التنوع والتعايش في هامترامك.
الجالية اليمنية التي طالما أثبتت وجودها المثمر في ميادين العمل والكفاح، تقف اليوم على أعتاب مرحلة جديدة من التأثير، حيث يتحول أبناؤها من مجرد ناخبين إلى صنّاع قرار، وهو ما يُعزز حضورهم، ويرسّخ دورهم في بناء مستقبل أكثر عدالة وشراكة.
ومن المنتظر أن تشهد الأيام القادمة تصاعدًا في الحملات الانتخابية، وسط ترقب كبير من مختلف مكونات المدينة، التي ترى في هذا السباق الديمقراطي انعكاسًا لتعددها الثقافي، وإشارة إيجابية نحو مزيد من التمثيل العادل والشامل لكل فئات المجتمع.
