في ميفعَ تقرعُ الطبولْ والمستطيل اليوم ميدانُ الفصول ديربي بئر علي يشتعل حماسًا الجزيرةُ في الميدان..والساحلُ خصمٌ لا يزولْ...سيوفُ المهارةِ قد شُحذتْ، وخططُ المدربين نسجتْ، والأقدام تعرفُ الدروبْ..من للربعِ يَعبُر؟ ومن يغرقُ في بحرِ القلوبْ؟ هل يفرضُ الجزيرة رايته؟ أم للساحلِ كلمته وغايتُه؟ من يروي حكايةَ النصر على تراب ملعب الجسر؟ ومن يُعلِن النتيجةَ...رصاصة في صدر الانتظارْ؟الموعدُ اقتربْ... فاستعدوا للصدام ففي ديربي الكبارْ، المجدُ لا يُمنح... بل يُنتزعُ من بينِ الأقدامْ.
ما قبل الديربي.
قبل صافرة الحكم... كان كل شيء يُنذر بمشهدٍ استثنائي..الأعلام ترفرف، الهتافات تعلو، والبائعون ينتشرون في الأرجاء.. كأنها ساحة مهرجان لا مجرد مباراة..الكل هنا جاء من أجل الإثارة، من أجل المتعة، من أجل لحظةٍ تصنع المجد ..إنهُ ديربي الجزيرة والساحل. حكاية لا تُروى بالكلمات، بل تُعاش في نبض الجماهير!
صراع تكتيكي وإثارة متواصلة
انطلقت المباراة بوتيرة هادئة في الدقائق الأولى، حيث بدأ الفريقان بجسّ النبض وتبادل الكرات لفهم خطة الخصم. لكن الهدوء سرعان ما تحوّل إلى مواجهة مشتعلة على أرض ملعب تمارين نادي شباب ميفع، التي أصبحت ساحةً للصراع الكروي بين الفريقين.
سيطر نادي الجزيرة تدريجياً على مجريات اللعب، مستحوذاً على وسط الميدان ومسيطراً على زمام المبادرة، بينما حاول نادي الساحل الرد عبر الهجمات المرتدة واستغلال الثغرات. وقدّم الفريقان أداءً سريعاً ومشوقاً، مزج بين اللعب الجماعي واللمسات الإبداعية، مما أضفى جمالية خاصة على المباراة.
تحمّلت الدفاعات العبء الأكبر في هذا الشوط، وخاصة دفاع الساحل بقيادة عماد البراكي، الذي كان سداً منيعاً أمام هجمات الجزيرة وبرزت مهاراته في الدقيقة 23 عندما أنقذ كرةً خطيرةً من على خط المرمى بعد تلاعب سالم الجميلي بحارس الساحل، ليُثبت أنه الرجل الحاسم في الدفاع.
ومن جهته، لم يقف دفاع الجزيرة مكتوف الأيدي، حيث تصدّى أكرم بن عجاج بصلابة لكل محاولات الساحل، مانعاً أي تقدم خطير نحو مرمى فريقه.
وانتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي 0-0، رغم المحاولات الهجومية من الجانبين. وكان شوطاً مليئاً بالإثارة والجمال الكروي، حيث قدّم اللاعبون عرضاً رائعاً جمع بين القوة التكتيكية والإبداع الفردي، ويُذكر أن الجمهور عاش أجواءً مشوّقة، منتظراً ما سيسفر عنه الشوط الثاني من مفاجآت وأهداف.
عاد الفريقان إلى أرضية الملعب بعد الاستراحة بمعنويات عالية وحماس واضح و تمكن الساحل من فرض سيطرته منذ الدقائق الأولى، مستغلاً خط وسط منظم ومبدع في توزيع الكرات نحو المهاجمين محمد عادل ومحمد محمود، لكن محاولاتهم اصطدمت بصمود الدفاع وبراعة الحارس.
من جهتها، اعتمدت الجزيرة على استراتيجية الانتظار والانقضاض، حيث ظهر لاعبوها كـ"أسود متصيدة" بقيادة سالم الجميلي وسالم حسن الذين شنوا هجمات خطيرة على مرمى الساحل، لكنهم وجدوا أمامهم حارسًا عصيًا هو حاج رمضان، الذي أبدع في التصدي للعديد من الكرات المؤثرة.
مع انتهاء الوقت الأصلي والإضافي دون أهداف، تحولت المواجهة إلى ركلات الترجيح، حيث تسارع الجمهور بين قلق وأمل، وكل عين تترقب مصير الكرة المستديرة. في النهاية، كتب للساحل التتويج بأربع ركلات مقابل ثلاث للجزيرة، ليعبر الفريق إلى دور ربع النهائي وسط فرحة جماهيره،ويضرب موعدًا مع وحدة شرمه.
اختتم الديربي بمشاهد دراماتيكية تليق بسحر كرة القدم، حيث برز الساحل بلعبة جماعية وعقلية قوية، بينما خرجت الجزيرة بكرامة رغم الخسارة، مبرهنة على روح قتالية تستحق الإشادة.
حكام اللقاء، حكم ساحة: محمد بوعابد
مساعد أول: رشاد باعساس
مساعد ثاني: عادل عوض بامحين
حكم رابع: مجاهد عمر بامحين.
حضر اللقاء أمين عام نادي شباب ميفع الرياضي الأستاذ عوض علي باطوق، ورئيس مجلس الفرق الشعبية بميفع الكابتن سالمين مبارك بانفيل، وجمع غفير من الجماهير الرياضية.
*من سالم بانجوه