كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية عن تفاصيل مثيرة في فضيحة أمنية جديدة هزّت الأوساط السياسية في واشنطن، بعد تسريب خطط عسكرية سرية لاستهداف مواقع للحوثيين في اليمن، وذلك عبر تطبيق المحادثة المشفر "سيغنال".
الفضيحة بدأت عندما أُضيف الصحفي الأمريكي الشهير جيفري غولدبرغ، رئيس تحرير مجلة "ذا أتلانتيك"، بالخطأ إلى مجموعة محادثة سرّية تضم مسؤولين كبارًا من إدارة ترامب السابقة، من بينهم وزير الدفاع السابق بيت هيغسيث ومستشار الأمن القومي مايكل والتز.
وبحسب غولدبرغ، فقد احتوت المحادثة على معلومات حساسة بشأن ضربات جوية مرتقبة، شملت توقيتها وأهدافها المحتملة في اليمن. وأشار إلى أنه علم بالعملية العسكرية قبل تنفيذها بساعتين، مؤكدًا في مقاله أنه اختار عدم نشر تفاصيل الخطة احترامًا لمبدأ حماية الأمن القومي.
ورغم النفي الرسمي من بعض المسؤولين المشاركين في المجموعة، وتوصيفهم للصحفي بـ"المخادع"، إلا أن البيت الأبيض اعترف بوجود خلل في تأمين المحادثات، مؤكدًا فتح تحقيق فوري لمعرفة كيف وصل رقم الصحفي إلى تلك المجموعة السرية.
المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، براين هيوز، أكد أن الرسائل المتداولة أصلية، مشيرًا إلى أن إضافة الرقم تمت عن طريق "خطأ غير مقصود"، لكنه لم يوضح ما إذا كان هناك اختراق أمني أوسع.
الجدير بالذكر أن الضربات الجوية التي أُشير إليها في المحادثات قد نُفذت لاحقًا، واستهدفت مواقع في العاصمة اليمنية صنعاء، ضمن حملة واسعة تهدف إلى الرد على هجمات الحوثيين ضد الملاحة في البحر الأحمر.
الواقعة أثارت قلقًا واسعًا داخل الأوساط السياسية والأمنية الأمريكية، وسط تساؤلات حول كفاءة تأمين قنوات التواصل حتى بين كبار المسؤولين، وفتحت الباب أمام مخاوف من تسريب معلومات عسكرية في وقت بالغ الحساسية إقليميًا ودوليًا.