آخر تحديث :الثلاثاء-22 أبريل 2025-03:42م
أدب وثقافة

” وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ” درس الوفاء فى حياتنا اليومية .

الثلاثاء - 22 أبريل 2025 - 12:20 م بتوقيت عدن
” وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ” درس الوفاء فى حياتنا اليومية .
مصر ٢٤
إن الحياة معقدة بما يكفي من المشاكل والهموم، فتحتاج إلى أن تسود روح “الفضل” بين الناس، أي تذكر الجوانب الجميلة دائما، فالمثالية موجودة فقط في خيالات الفلاسفة القدامى منظري المدينة الفاضلة، أو اليوتوبيا أي المجتمع المثالي الخالي من العيوب.. إن حياتنا اليومية يعيش بها بشر يخطئون ويصيبون ويتعاملون بالعقل مرة وبالعاطفة مرات أخرى، ولن تكون هناك حياة سوية تسودها الصحة النفسية والاطمئنان بدون ” روح الفضل” في المجتمع سواء بين الأسرة والمعاملة بالفضل بين الزوجين بعضهم البعض و بين الأبناء وبين الزوجين وأهلهم، وبين السكان في العقار الواحد، وبين أهل الشارع الواحد والحي وزملاء العمل وبين المدير ومرؤوسيه، وبين الأقارب والأصدقاء والمعلم وتلاميذه وهكذا ..يصبح الفضل أخلاقا تمشي على قدمين، وآلة تنبيه لكل من يتملكه الغضب من موقف واحد خاطئ، لينسى المواقف الطيبة السابقة، أفلا تعقلون.
و النص القرآني الحكيم “وَلَا تَنسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ” (البقرة: 237)، يجعله أشمل وأعم من السياق الذي نزلت فيه ضمن أحكام الطلاق، لتشمل الوفاء بالعهد وعدم نسيان المعروف، ورد الجميل والمبادرة بالعطاء وتذكر المواقف الجميلة بين الناس في حياتهم اليومية .
إن العلاقة الزوجية ـ في الأعم الأغلب ـ لا تخلو من جوانب مشرقة، ومن وقفات وفاء من الزوجين لبعضهما، فإذا قُدّر وآل هذا العقد إلى حل عقدته بالطلاق، فإن هذا لا يعني نسيان ما كان بين الزوجين من مواقف الفضل والوفاء، ولئن تفارقت الأبدان، فإن الجانب الخلقي يبقى ولا يذهبه مثل هذه الأحوال العارضة.
وتأمل في أثر العفو، فإنه: يقرّب إليك البعيد، ويصيّر العدو لك صديقاً.
بل وتذكر ـ يا من تعفو ـ أنه يوشك أن تقترف ذنباً، فيُعفى عنك إذا تعارف الناس الفضل بينهم، بخلاف ما إذا أصبحوا لا يتنازلون عن الحق