حيث يلتقي البحر بالوادي وتُكتب الحكاية على رمال الملاعب، أرض ميفع لطالما كانت ملتقى لعناد الطبيعة وسحر الجغرافيا، حيث تلتقي مياه بحر العرب بمياه وادي حجر، ليتشكلا معًا ما يُعرف بـ"الشط". هذا المكان أكثر من مجرد جغرافيا، إنه مسرح للروح والتحدي.
وفي افتتاح مباريات الدور الثاني من دوري الفقيد عمر سالم قمبيت، تتجه الأنظار نحو مواجهة من العيار الثقيل تجمع بين أهلي ميفع ونصر الجول. وتحت أشعة شمس الصيف الساخنة، سيكون المستطيل الترابي لنادي شباب ميفع هو مسرح هذه المواجهة المنتظرة، المختلطة بمياه البحر وعبق وادي حجر.
الجماهير زحفت من كل حدب وصوب وراء ممثل الأرض، الأهلي، وهي تهتف بقلب واحد وصوت واحد: _"لا تخيب الظن... لا تخذل محبينك!"_ هي أكثر من مباراة.. إنها وعدٌ قديم بين الأرض وأهلها، بين الفريق وجماهيره، بين الحلم والواقع، وأبناء وادي حجر يعرفون جيدًا البيئة الميفعية بكل تضاريسها وسهولها، وزيارتهم اليوم لميفع تهدف إلى التقدم والوصول إلى الأدوار المتقدمة.
صافرة الحكم رشدي الجابري تعلن عن بداية اللقاء، الذي كان هادئًا في أغلب دقائق شوطه الأول مع انحصار اللعب في منتصف الملعب واعتماد مدربي الفريقين على اللعب الدفاعي، الجماهير الحاضرة كانت تأمل أن ترى لقاءً كرويًا مليئًا بالإثارة والحماس.
المدرب أحمد باهيج حاول تغيير مجرى اللقاء بخلط الأوراق داخل أرضية الملعب من خلال التبادل في المراكز بين لاعبي الفريق الأهلاوي.
في الدقيقة 28، المهاجم علي سالم بن علوان تلاعب بخط دفاع النصر بعد فاصل مهاري، لكنه وضع الكرة سهلة في أحضان الحارس.
وفي الدقيقة 30، أرسل أحمد عبدالحكيم الحامدي كرة صاروخية من ضربة حرة على مرمى النصر، لكن براعة الحارس النصراوي حولتها إلى ضربة ركنية.
شهدت الدقيقة 33 تغييرًا اضطراريًا لفريق الأهلي بخروج لاعب خط الوسط مبارك باعلي للإصابة ودخول صالح النجار بدلًا منه.
اعتمد لاعبو النصر على الكرات المرتدة التي أوصلتهم إلى مرمى علي باشحكة، لكن دون أي تهديد حقيقي..ليعلن الحكم صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي.
في شوط المدربين، دخل الأهلي بملامح واضحة وبداية سريعة، وبدأ مهاجمًا منذ الدقيقة الأولى، حيث وصل إلى مرمى النصر في الدقيقة الثانية، وأهدر محسن باعلي فرصة محققة، وفي الدقيقة الرابعة، سجل الأهلي هدفًا أبيض، لكن الحكم المساعد تدخل وألغى الهدف.
بالطول والعرض، كان الأهلي في أفضل حالاته، حيث فرض حصارًا جويًا وبريًا وبحريًا على لاعبي النصر.
في الدقيقة 17، تمكن البديل يسلم داحس من تسجيل هدف التقدم للأهلي بعد أن استلم تمريرة رائعة من لاعب خط الوسط عبدالسلام الجابري، ليشعل المدرج الأهلاوي فرحًا.
لم تمضِ سوى دقيقتين حتى عاد الجابري ليقدم الهدية الثانية للمهاجم يسلم داحس، حيث وضعه وجهًا لوجه أمام المرمى، لكن داحس أضاع الفرصة ليواصل الأهلي طوفانه الهجومي على مرمى النصر وسط ضياع وغياب شبه تام للاعبي النصر.
وفي الوقت الإضافي الذي أضافه الحكم، والذي بلغ أربع دقائق، أهدر عبدالسلام الجابري فرصة محققة كانت ستبعث الطمأنينة في قلوب الجماهير الأهلاوية.
قبل صافرة النهاية، كاد النصر أن يعيد المباراة إلى نقطة البداية، لكن الحارس علي باشحكة أبقاها أهلاوية.
الأهلي أنجز المهمة وأعلن العبور إلى دور الثمانية.
أدار اللقاء:
حكم ساحة رشدي الجابري
مساعد أول رشاد باعساس
مساعد ثاني علوي عبيد الصبر
حكم رابع سعيد التميمي
حضر المباراة: الأستاذ عوض علي باطوق الأمين العام لنادي شباب ميفع واحمد عبدالله باصر رئيس جمعية صيادي الحسي السمكية التعاونية بميفع