أفادت وكالة "تسنيم" الإيرانية، السبت، أن وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان بن عبد العزيز التقى في العاصمة الإيرانية طهران بالمرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية علي خامئني، في لقاء نادر يعكس مستوى متقدماً في مسار التقارب بين الرياض وطهران.
وذكرت الوكالة أن الأمير خالد سلّم خامئني رسالة خطية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، دون الكشف عن مضمون الرسالة أو فحواها، مكتفية بالإشارة إلى أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية والقضايا ذات الاهتمام المشترك.
ويأتي هذا اللقاء في توقيت بالغ الأهمية، في ظل تحولات إقليمية متسارعة منذ استئناف العلاقات الدبلوماسية بين البلدين العام الماضي برعاية صينية، بعد سنوات من القطيعة والتوترات التي طالت ملفات عدة أبرزها اليمن وسوريا ولبنان، إضافة إلى الملف النووي الإيراني.
وتحمل الزيارة دلالات كبيرة، خصوصاً أنها تتزامن مع جهود إقليمية ودولية لتخفيف التوترات في الشرق الأوسط، وسط حديث عن تفاهمات أمنية وسياسية جديدة بين الرياض وطهران، تشمل ملفات أمن الملاحة في الخليج، والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون في مجالات الطاقة والاستثمار.
ويرى مراقبون أن إرسال رسالة مباشرة من العاهل السعودي إلى المرشد الإيراني يحمل بُعداً استراتيجياً، ويعكس رغبة سعودية في تعميق مستوى الحوار مع القيادة الإيرانية على أعلى المستويات، في محاولة لتجاوز الخلافات المزمنة وفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الجانبين.
ولم تصدر حتى اللحظة أي تعليقات رسمية من الجانبين السعودي أو الإيراني حول تفاصيل الرسالة أو ما دار خلال اللقاء، إلا أن مراقبين يعتبرون أن اللقاء نفسه يشكل خطوة كبيرة على طريق إعادة بناء الثقة، خاصة وأنه يجمع قيادتين طالما كانتا في محور تنافس إقليمي حاد خلال العقد الماضي.
وتأتي هذه الزيارة أيضًا في سياق تحركات دبلوماسية أوسع تشهدها المنطقة، حيث يتزايد الحديث عن جهود لإحياء المسار السياسي في عدد من الملفات العالقة، وعلى رأسها الأزمة اليمنية، حيث يملك البلدان تأثيرًا مباشرًا على الأطراف الرئيسية في النزاع.
وتبقى الأيام القادمة كفيلة بالكشف عن مآلات هذا الانفتاح المتبادل، وما إذا كانت الرسائل المتبادلة ستترجم إلى خطوات ملموسة على الأرض تسهم في تهدئة بؤر التوتر، وتعزيز الاستقرار في منطقة أنهكتها الصراعات والتجاذبات لسنوات طويلة.