آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-08:47ص
المهجر اليمني

قصة نجاح مهاجر يمني في فنلندا.. عبدالحفيظ الحاج الصبري يحصد مقعدين في انتخابات "بايات"

الخميس - 17 أبريل 2025 - 01:29 م بتوقيت عدن
قصة نجاح مهاجر يمني في فنلندا.. عبدالحفيظ الحاج الصبري يحصد مقعدين في انتخابات "بايات"
(عدن الغد)خاص:

في لحظةٍ وصفها بـ"التاريخية"، خطف عبدالحفيظ الحاج الصبري، الناشط السياسي والمهاجر اليمني المقيم في فنلندا، الأضواء بعد فوزه بعضوية المجلسين البلدي والإقليمي في إقليم "بايات"، كأول مرشح عربي يحقق هذا الإنجاز في آنٍ واحد، في الانتخابات التي أجريت يوم 13 أبريل 2025.

- من لاجئ إلى ممثل سياسي

الحاج، البالغ من العمر 52 عاماً، ينحدر من محافظة تعز اليمنية، ووصل إلى فنلندا في أواخر عام 2015 مع أسرته فاراً من أتون الحرب. بدأ رحلته في بلد الاستقرار الجديد بخضوعه لنظام التوطين، وهو برنامج إلزامي لمدة أربع سنوات يتضمن تعلم اللغة الفنلندية والتعرف على قوانين وعادات المجتمع المحلي، تمهيداً للاندماج في سوق العمل.

بعد اجتياز هذه المرحلة، قرر دراسة تخصص الإمداد والتموين واللوجستيات، ليؤسس لاحقاً شركة نقل خاصة به، قبل أن يُفتح له باب السياسة من أوسع أبوابه بدعوة رسمية من مسؤولين في الحزب الديمقراطي الاشتراكي.

- الطريق إلى الصناديق

خاض عبدالحفيظ أولى تجاربه السياسية عام 2021، حيث فاز بمقعد في المجلس الإقليمي. وفي الانتخابات الأخيرة، نافس 77 مرشحاً فنلندياً على مقعدين اثنين، وتمكّن – بدعم الجاليات العربية والإسلامية واليمنية – من انتزاعهما، في وقت خسر فيه بقية المرشحين العرب مقاعدهم رغم إقامتهم الطويلة في البلاد.

يقول عبدالحفيظ "خضنا شهرين من العمل المتواصل، وبنينا جسور تواصل مع المجتمع الفنلندي عبر اللقاءات الميدانية والإعلام والتواصل الاجتماعي، حتى أثمر هذا الجهد بالفوز الذي أعتبره انتصاراً لكل مهاجر وعربي ومسلم في هذه البلاد."

- دور مزدوج ومسؤولية كبرى

يُشرف المجلسان الإقليمي والبلدي في فنلندا على قطاعات حيوية تشمل الصحة والتعليم والشؤون الاجتماعية والتشريعات المحلية.

ومن هذا المنطلق، يرى الحاج في فوزه فرصة حقيقية لنقل صوت المهاجرين، وشرح ثقافتهم واحتياجاتهم للجهات الرسمية بطريقة صحيحة.

"نحن الآن بمثابة حلقة وصل بين المهاجر والسلطة.. هناك قوانين قد تكون مجحفة أحياناً، وعلينا أن ندافع عن الحقوق ونذلل العقبات"، يقول الحاج، مؤكداً أن أغلب من انتخبوه كانوا من الجاليات المهاجرة، ما يعكس حجم الثقة التي أولاها له المجتمع.

- رسالة للمهاجرين الجدد

اختتم الحاج رسالته بدعوة للمهاجرين الجدد إلى اغتنام فرص الدعم والتأهيل المقدمة في فنلندا، قائلاً: "الدولة هنا توفر لك كل شيء في البداية: السكن، المعيشة، الصحة، التعليم، ولكن إذا لم تستثمر تلك السنوات الأربع الأولى بشكل صحيح، ستكون النتائج سلبية. السر في التعلم والاندماج، واللغة هي مفتاح كل شيء."

قصة عبدالحفيظ الحاج الصبري تفتح نافذة أمل واسعة للمهاجرين العرب في أوروبا، وتؤكد أن العمل الدؤوب والاندماج الحقيقي قادران على تحويل اللجوء إلى تأثير، والغربة إلى تمثيل سياسي مشرّف.