استكمل منبر عدن للحوار والسلام والتنمية فعالياته السنوية بعقد لقاءه الثاني عصر اليوم، في استمرار للسلسلة التي انطلقت من اللقاء الأول في الأمسية الماضية. حضر اللقاء العشرات من الشخصيات الهامة، سواء من بينهم من شاركوا في اللقاء السابق أو ممن حرصوا على حضور الفعالية بصفتهم الشخصية أو نيابة عن مكونات جنوبية متنوعة، حيث تم طرح ومناقشة أفكار ورؤى لتقييم المرحلة التي مرت منذ عشر سنوات على تحرير عدن، ومراجعة الإيجابيات والسلبيات التي أدت إلى تدهور الأوضاع الاقتصادية والسياسية في الجنوب.
في بداية فعاليات اللقاء، رحب رئيس منبر عدن للحوار والسلام بجميع الحضور، مؤكدًا على أن هذه الندوات تُقام بحيادية تامة بعيدًا عن أي تبعية لأطراف سياسية معينة أو قناعات شخصية، وأنها تهدف إلى تحقيق غايات الحوار والتواصل وكسر جمود الانقسام، وذلك تماشيًا مع تطلعات المواطنين في بناء مستقبل يسوده السلام والتنمية.
وأكد رئيس المنبر أنه خلال اللقاء تم استعراض أهم النقاط المستخلصة من اللقاء السابق، إلى جانب طرح أفكار جديدة نابعة من تجارب وآمال المكونات الجنوبية، وقد سادت مناخات الشفافية والصراحة. وعبّر بعض الحضور عن استيائهم من الإخفاقات التي فرضها النظام السياسي الحالي، موجهين نقدهم للجهات المعنية بالقرار الجنوبي، فيما دعا آخرون إلى ضرورة إعادة تقييم المرحلة ودق ناقوس الخطر قبل تفاقم الأزمات إلى مستويات يصعب بعدها معالجتها.
وأشار عدد من المشاركين إلى أنه كان من المفترض أن تكون مثل هذه اللقاءات مبادرات من الجهات الرسمية المعنية بالقرار، إلا أنها جاءت بمبادرات ذاتية من منبر عدن، مما يعكس الحاجة الملحة لتدخل القيادة السياسية لتصحيح المسار والاستفادة من كل العقول والجهود الجنوبية المخلصة لبناء وطن موحد.
وفي سياق الفعالية، تم تكريم رئيس منبر عدن بدرع تذكاري، مقدم من المؤتمر الوطني لشعب الجنوب، نيابةً عن المناضل محمد علي أحمد – الأستاذ حسين ناصر أحمد من صعدة، مدير مكتبة عدن. وقد أعرب العميد والشخصية الوطنية علي بن شنظور عن تقديره البالغ لهذا التكريم، مؤكدين أنه تكريم ليس فقط لمنبر عدن، بل لكل من شارك في هذه الندوات والملتقيات التي تمثل صوت البناء والحوار.
شارك في اللقاء عدد كبير من الشخصيات البارزة، من بينها اللواء صالح علي زنقل، والأمير محمد غالب العفيفي، والشيخ أحمد علي القفيش، والنائب البرلماني خالد شائف، والدكتور عمر عيدروس السقاف، والدكتور فضل مكوع، وممثل رجل الأعمال المناضل أبو إبراهيم الخلاقي الذي تعذر حضوره لظروف طارئة، واللواء باحث عسكري علي ناجي عبيد، والشيخ سالم الدياني، والدكتور سعودي عبيد، واللواء ركن عباس ناجي، والعميد أحمد نعيم الصبيحي، والمستشار صالح الجفري، والأستاذ عبدالله صالح محمد الدياني، والأستاذ عبدالناصر الشيخ، والأستاذ أيهاب سعيد الخيبة، والشيخ ناصر المنصري، والشيخ أبو نواف القعيطي، والشيخ أبو أصيل الكربي، والشيخ سالم الحربي، والشيخ بن دهول، والعميد الشيخ عبدالقوي بن حلبوب، فضلاً عن الإعلاميين المعروفين الأستاذ محمد علي الحريبي، والأستاذ يحيى السراري، والإعلامي المانعي، والمهندس حسين محمد العاقل، والناشط الشبابي نادر نوشاد خان، والإعلامي المعروف حسين الشبحي. كما حضر في وقت متأخر المستشار الأستاذ عبدالعزيز المنصوب وبعض الإخوة، ونعتذر عن عدم معرفة أسماء أخرى.
اختتم اللقاء بتوجيه دعوة للجميع للتفاعل الإيجابي مع هذه المنصات والمنتديات، مؤكدين على أهمية الدعم والاهتمام من قبل القيادة السياسية لتصحيح الأخطاء والاستفادة من كل الإمكانات الفكرية والتنظيمية، تجنبًا لأي منزلق قد يؤدي إلى مزيد من التمزق في صفوف الجنوب، مما يؤثر سلبًا على حياة المواطن واستقرار عدن والجنوب في ظل المستجدات الداخلية والدولية.
وقد أعرب المشاركون عن أملهم في أن تصل نتائج هذه اللقاءات إلى بيد الجهات التي تتخذ القرار، ليُعاد ترتيب ملامح القيادة السياسية بمنطقة الجنوب، وتعزيز قيم الحوار والبناء المؤسسي والتنمية، بما يخدم مصلحة الوطن وشعبه.
هذا اللقاء يأتي في وقت حساس يشهد الجنوب تحولات سياسية واجتماعية جذرية، وقد اعتبره الكثيرون بمثابة مرحلة انتقالية لابد من استغلالها بشكل إيجابي لتجنب المزيد من الانقسام والتجزئة. وسيتم لاحقًا نشر أهم النقاط والمقترحات التي تم مناقشتها، لما لها من أهمية في صياغة رؤية وطنية شاملة تعيد لأبناء الجنوب حقوقهم وتنمي مواطنهم، في ظل قضايا تتعلق بالسياسة والاقتصاد والأمن والخدمات الاجتماعية.