في لقاء العشرين من رمضان الذي تم في منطقة الجوف بمديرية لودر، وحضره المشايخ والأعيان ونخبة من المثقفين والسياسيين وقيادات عسكرية من المحافظة ومديرياتها، وذلك على شرف الدعوة التي تقدم بها الشيخ علي سالم الحامد، لمناقشة قضايا المحافظة والاهتمام بأبناءها.
وفي بداية اللقاء، رحب الشيخ الحامد بالحضور شاكراً لهم تلبية الدعوة لما فيه مصلحة أبين ومديرياتها التي تعاني وأهلها من جور التهميش وقلة الاهتمام. وقال: "إنه لمن دواعي سروري أن نلتقي في هذه الليلة المباركة من ليالي رمضان لنقف جميعاً إلى جانب محافظتنا الأبية، وذلك لإصلاح الاعوجاج الحاصل في أروقة المكاتب العامة جراء تخاذل القيادات التي تديرها عن القيام بواجباتها تجاه المواطن الذي يرزح تحت وطأة عدم الجدية في إصلاح وضعه وتوفير الخدمات التي تليق به كإنسان، ومن حقه أن يعيش معززاً مكرماً في وطنه."
وأكد الشيخ الجوفي على إصلاح المسار، وقال: "لابد لمحافظة أبين أن تعود رائدة كما كانت في الصدارة، ولابد لأبنائها أن يتمثلوا في أماكن صنع القرار مثلها مثل كل المحافظات بعيداً عن التهميش والإقصاء."
وأضاف قائلاً: "أبين التاريخ والحضارة الذي بلغ صداه أرجاء المعمورة بفضل أبنائها الميامين الذين صنعوا الأمجاد المدونة في أنصع صفحات التاريخ منذ فجر الإسلام، وفي أوجهه وفيما تلا ذلك من عصور التنوير، وكذلك في أزمنة الثورات ضد الاستبداد والظلم، وحيثما حلوا كانوا السباقين للوقوف في وجهه حتى أزاحوه وأقاموا دولة العدل والمساواة. ومن منطلق تاريخ أبين المشرف، قال الشيخ علي الحامد: 'يتوجب علينا اليوم أن نستعيد مجد أبين وذلك من خلال التكاتف وجمع الكلمة ليكون لها صداها عند من لا يزال لم يدرك أهمية أبين في صنع الحاضر، ما لم تكن أبين رائدة في الإسهام في ذلك.'"
وفي السياق، تحدث عدد من المشايخ والأعيان والمثقفين والقيادات التي حضرت اللقاء الجامع، والتي جاءت على نفس المنوال من خلال الطرح الذي تقدم به كل من تحدث عن أبين بين الأمس الماجد وما حل بها من ويلات، مؤكدين عن عدم الرضا عما تمر به حالياً من وضع لا يُسِر. وأكدت الكلمات على الإسراع في حلحلة الوضع في المحافظة بعد أن تفاقم، وتعب الناس من جور المعاناة التي أثقلت كاهل الجميع. كما أكدوا في كلماتهم على إعادة الاهتمام بكوادر أبين وتمكينهم في صلب دولة القرار.
وفي اللقاء الذي حضره الضيوف من مشايخ يافع الساحل، وعلى رأسهم الشيخ سامي بن ديان سعيد نيابة عن قبائل آل ديان يافع الساحل، والذي بدوره أثنى على الشيخ علي الحامد مثمناً دعوته إلى إصلاح شأن محافظة أبين والاهتمام بأبنائها لكونهم العصب الذي يسند الجسد ليستقيم عوده وليؤدي دوره في معترك المراد تحقيقه.
وفي ختام اللقاء، الذي خرج ببيان من عدة بنود، فحواه: "تمثيل أبين من خلال دمج أبنائها في مواقع صنع القرار، وعدم التهميش والإقصاء، والاهتمام بالمواطن وتوفير الخدمات في كافة المديريات، وتثبيت الأمن، وكذا دعم المنطقة الوسطى بخمسة ألوية دفاعاً عن المنطقة لينعم أهلها بالأمن والسكينة، وعدم السماح بتدفق الأفارقة على مديرياتها، واتخاذها ملاذاً لمن هب ودب، وكذا إصلاح وضع الأسواق وحل مشاكل الثأر والانتقام خارج نطاق الأماكن المكتظة بالسكان." كما تطرق البيان إلى قضايا عدة تهم المحافظة، وتم تشكيل لجنة لمتابعة وحل كل القضايا التي طرحت في الاجتماع من خلال المتابعة مع الجهات ذات العلاقة.
من / عبدالله الصاصي

