في تصريحات صريحة تواكب التطورات في اليمن، أكد وزير الخارجية اليمني الدكتور شائع الزنداني، في حوارين منفصلين مع صحيفتي "الشرق" القطرية و"العربي الجديد" نشرتا اليوم ، على أهمية الحل السياسي لإنهاء الأزمة اليمنية، مشددًا على ضرورة مواجهة تعنت جماعة الحوثي.
وأوضح الوزير الزنداني أن بلاده ترحب بأي جهود وساطة خليجية، بما في ذلك قطر، للمساعدة في إيجاد حل للأزمة اليمنية. ولفت إلى أن أمن واستقرار اليمن جزء لا يتجزأ من أمن المنطقة بأكملها.
وأشار الوزير الزنداني إلى أن جهود الوساطة التي تقودها السعودية وسلطنة عمان أثمرت عن التوصل إلى "خارطة طريق" مع جماعة الحوثيين، لكن هذه الخطة تعرضت للتجميد بسبب تصعيد الحوثيين في البحر الأحمر، ما اعتُبر خرقًا للهدنة وأدى إلى تعثر الاتفاق.
في سياق التطورات السياسية المتعلقة بخارطة الطريق ، كشف الوزير الزنداني بأن خارطة الطريق التي طُرحت كحل سياسي للأزمة جاءت نتيجة جهود مكثفة استمرت لأكثر من عامين. وأوضح معاليه أن المملكة العربية السعودية ما زالت متمسكة بالحل السياسي، مع إيمانها بفعالية هذه الخارطة كمسار محتمل لإنهاء النزاع. وأضاف الوزير أن هناك احتمالاً لتعديل جزئي في بعض بنود الخطة بما يتماشى مع المستجدات على الأرض، مشددًا على أن هذا هو التوجه الحالي وفق المعطيات المتوفرة، مؤكداً أن الأشقاء في السعودية لا يزالون يسعون للوصول إلى حل سياسي، ولا يزال لديهم اعتقاد بأن هذه الخريطة صالحة للحل، وربما تُعدَّل بشكل جزئي، لكن أعتقد أن هذا هو التوجه القائم الآن، بحسب ما نعلم.
وأكد الوزير الزنداني أن المبادرة الخليجية، التي حظيت بإجماع دول مجلس التعاون، ما زالت تمثل إطارًا مهمًا لدعم استقرار اليمن. وأضاف أن قطر تنفذ عددًا من المشاريع التنموية لصالح الشعب اليمني، وأخرى سترى النور قريبًا، مشيرًا إلى أن دور الأشقاء في قطر مهم جدًا في هذه المرحلة الاستثنائية.
وأكد الوزير الزنداني أن الأزمة اليمنية معقدة ولا يمكن حلها بالعقلية العسكرية وحدها، مشددًا على ضرورة التوصل إلى حل سياسي شامل. وأوضح أن جماعة الحوثي تتبنى فكرًا أحاديًا يعطل جهود السلام، لافتًا إلى أن التدخل الإيراني أسهم في إطالة أمد الأزمة.
وفي حواره مع "العربي الجديد"، كشف الزنداني أن خارطة الطريق الأممية التي كان من المفترض توقيعها في ديسمبر 2023 تأثرت بالمتغيرات السياسية والدولية. وأوضح أن الحكومة اليمنية تأمل في إنهاء الحرب عبر التفاوض، لكنها مستعدة للجوء إلى الخيار العسكري إذا استمرت جماعة الحوثي في تعنتها.
وأشاد الوزير الزنداني بالجهود التي تبذلها السعودية ودول الخليج في دعم الشعب اليمني منذ بداية الأزمة، مشددًا على أهمية توحيد المواقف الخليجية لتحقيق السلام.
وأشار الزنداني إلى أن المفاوضات مع الحوثيين متوقفة منذ عام 2016، مشددًا على ضرورة تفعيل الضغط الدولي لإنجاح جهود السلام. وأكد أن تحسين الوضع الإنساني في اليمن يظل من أولويات الحكومة الشرعية، داعيًا المجتمع الدولي لتعزيز المساعدات الإنسانية ودعم الاقتصاد اليمني لتخفيف معاناة المواطنين.
رغم تأكيده على أهمية الحل السياسي، أكد الزنداني أن الحكومة اليمنية لن تتردد في اللجوء للخيار العسكري إذا استمر تعنت جماعة الحوثي ورفضها مبادرات السلام.