آخر تحديث :الأربعاء-05 مارس 2025-05:06ص
حوارات

الأستاذ فاروق العكبري رئيس فرع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في حضرموت .. مسيرة إعلامية حافلة وتطلعات مستقبلية

الأربعاء - 05 مارس 2025 - 01:14 ص بتوقيت عدن
الأستاذ فاروق العكبري رئيس فرع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في حضرموت .. مسيرة إعلامية حافلة وتطلعات مستقبلية
حاوره الصحفي/ مطلق باكيلي



يُعتبر الإعلام ركيزة أساسية في بناء المجتمعات وتوجيه الرأي العام، إذ يسهم في نقل الحقائق وتسليط الضوء على القضايا المهمة في محافظة حضرموت. تلعب نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين دوراً محورياً في دعم وتطوير الكوادر الإعلامية، ومواجهة التحديات التي تعترض طريق المهنة. في هذا اللقاء، نستضيف الأستاذ فاروق أحمد العكبري، رئيس فرع نقابة الصحفيين والإعلاميين الجنوبيين في حضرموت، للحديث عن مسيرته المهنية، والتحديات التي تواجه النقابة، وخططها المستقبلية.


أهلاً أستاذ فاروق، بدايةً نود أن نتحدث عن نشأتكم ومسيرتكم التعليمية، كيف كانت البداية؟


نشأت في مدينة المكلا بمحافظة حضرموت، وأكملت تعليمي الأساسي والثانوي فيها منذ صغري. كنت مهتماً بالإعلام والصحافة، لكنني كنت أرغب أيضاً في دراسة العلوم السياسية، إلا أن هذا التخصص لم يكن متاحاً حينها في كلية الآداب، فاخترت دراسة الإعلام كونه قريباً من اهتماماتي. كنت ضمن الدفعة الأولى من طلبة الإعلام بجامعة حضرموت، وخلال الدراسة، شاركت في العديد من الأنشطة الطلابية والإعلامية، مما ساعدني على تنمية مهاراتي في هذا المجال.


كيف كانت بدايتك المهنية في الإعلام؟


بعد تخرجي، بدأت العمل في إذاعة المكلا، حيث عملت كمراسل ومذيع وقدمت العديد من البرامج الإخبارية والثقافية. لاحقاً، توليت مناصب قيادية في مؤسسات إعلامية محلية، مما أتاح لي فرصة المساهمة في تطوير الإعلام في حضرموت والمشاركة في إعداد برامج تخدم المجتمع المحلي.


بالنسبة للنقابة، ما أبرز التحديات التي واجهتموها منذ تأسيسها؟


النقابة واجهت تحديات عديدة، أبرزها نقص الموارد المالية والتجهيزات اللازمة لتنفيذ الأنشطة التدريبية. كان علينا أيضاً تعزيز وعي الصحفيين بأهمية العمل النقابي. تعاملنا مع هذه التحديات عبر بناء شراكات مع المؤسسات المحلية وتنظيم فعاليات تدريبية تسهم في تطوير الكوادر الإعلامية وتلبية احتياجاتهم المهنية.


نود أن نتحدث عن وضع النقابة في ظل الظروف الحالية، كيف تقيمون أداءها في مواجهة التحديات الاقتصادية والسياسية؟


بلا شك، التحديات التي نواجهها كثيرة، وأبرزها الأزمة الاقتصادية التي أثرت على قدرتنا في تنفيذ الأنشطة والدورات التدريبية. الدعم المادي محدود جداً، ولا يوجد لدينا ممول أساسي، لكننا نحاول تأمين بعض الاحتياجات من خلال الشراكات مع جهات محلية ودولية.


هل تتلقى النقابة تمويلاً مباشراً من جهات معينة مثل المجلس الانتقالي الجنوبي أو السلطة المحلية؟


النقابة مستقلة تماماً، ولا تتبع أي جهة سياسية وتضم جميع الصحفيين الجنوبيين دون تمييز سياسي أو حزبي. لكننا نعمل على بناء شراكات مع الجميع، سواء المجلس الانتقالي أو السلطة المحلية أو منظمات المجتمع المدني، باستثناء من يخالفون المبادئ العامة للقضية الجنوبية. الدعم الذي نحصل عليه يأتي عبر شراكات مع المجلس الانتقالي ومنسقية المجلس الانتقالي بجامعة حضرموت، وليس كتمويل مباشر أو تدخل إداري في قرارات النقابة.


كيف تصفون مستوى التعاون بين النقابة والجهات الرسمية في حضرموت؟


هناك تعاون جيد، حيث نعمل مع الجهات الرسمية على تنظيم ورش عمل ودورات تدريبية لرفع كفاءة الصحفيين والإعلاميين. كما نحرص على التنسيق المستمر لضمان حقوق الصحفيين وتعزيز حرية التعبير في المنطقة.


هل لديكم شراكات دولية لدعم الصحفيين؟


حتى الآن لا توجد شراكات دولية رسمية، لكننا نسعى لتوسيع علاقاتنا مستقبلاً مع منظمات تدعم حرية الصحافة، ونعمل على مد جسور التواصل مع المؤسسات الدولية المهتمة بشؤون الإعلام.


ما خططكم المستقبلية لدعم وتطوير الصحفيين والإعلاميين؟


نخطط لتنفيذ برامج تدريبية متقدمة في الإعلام الرقمي والصحافة الاستقصائية، بالإضافة إلى إطلاق منصات تفاعلية تتيح تبادل الخبرات. كما نهدف إلى إقامة شراكات مع مؤسسات إعلامية دولية لتوفير فرص تدريبية ومنح دراسية للأعضاء.


كيف تتعامل النقابة مع الانتهاكات التي تحصل للصحفيين وكيف تعزز حرية الصحافة وحماية حقوق الصحفيين؟


لدينا دائرة الحقوق والحريات، التي تضم محامين مختصين للدفاع عن الصحفيين في حال تعرضهم لأي انتهاك. نعمل على رصد وتوثيق أي تجاوزات، ونتواصل مع الجهات المعنية لضمان حماية حقوق الصحفيين. كما نقوم بحملات توعوية لتعزيز الوعي بأهمية حرية الصحافة ودورها في بناء مجتمع ديمقراطي.


هناك من يرى أن النقابة لم تدافع عن بعض الصحفيين الذين تعرضوا لانتهاكات. كيف ترد على ذلك؟


نحن ندافع عن كل الصحفيين دون استثناء، لكن بشرط أن يكون الصحفي ملتزماً بالقوانين وأخلاقيات المهنة. أي انتهاك يتم تقديمه للنقابة يتم التعامل معه وفق الإجراءات القانونية المتاحة، لكننا لا يمكن أن نحمي من يسيء استخدام الإعلام لأغراض شخصية أو سياسية.


ما أبرز الأنشطة والبرامج التي نفذتموها خلال العام الماضي؟


نفذنا العديد من ورش العمل حول تأمين حسابات مواقع التواصل الاجتماعي والمسؤولية القانونية في جرائم النشر. كما أقمنا ندوات حوارية ناقشت التحديات التي تواجه الإعلاميين وسبل تجاوزها.


كيف تتعاملون مع التحديات المالية والإدارية؟


نعتمد على تخطيط مالي دقيق ونسعى لتأمين تمويل مستدام من خلال الشراكات المحلية والدولية. كما نحرص على تعزيز الشفافية في إدارة الموارد، وإشراك الأعضاء في عملية صنع القرار لضمان استدامة العمل النقابي.


كيف ترى دور الإعلام في تعزيز الوعي بالقضايا المحلية والمساهمة في تنمية المجتمع؟


الإعلام هو مرآة المجتمع، وله دور حيوي في تسليط الضوء على القضايا المحلية ونقل هموم المواطنين للجهات المعنية. من خلال التغطية الموضوعية والمسؤولة، يمكن للإعلام أن يعزز الشفافية والمساءلة ويسهم في دفع عجلة التنمية.


كيف يتم التواصل بين النقابة وأعضائها لضمان تحقيق الأهداف المشتركة؟


نعتمد على الاجتماعات الدورية، النشرات الإخبارية، ومنصات التواصل الاجتماعي للتفاعل مع الأعضاء. ونسعى دائماً للاستماع إلى مقترحاتهم ودمجها في خططنا وبرامجنا المستقبلية.


كيف تقيمون تأثير أنشطة النقابة على المشهد الإعلامي في حضرموت؟


لمسنا تأثيراً إيجابياً كبيراً، حيث أسهمت الدورات التدريبية والورش في رفع كفاءة الإعلاميين وتعزيز قدرتهم على التعامل مع التحديات المهنية. كما ساعدت الأنشطة المختلفة في تعزيز التعاون بين الإعلاميين في المحافظة.


هل النقابة تستقبل جميع الإعلاميين أم أن هناك معايير معينة للعضوية؟


النقابة تستقطب كل الصحفيين الذين يعملون بمهنية ووفق أخلاقيات المهنة، لكن هناك شروط يجب توفرها في العضو، مثل الالتزام بميثاق الشرف الصحفي وعدم استغلال المهنة لأغراض شخصية أو حزبية.


ما هي رسالتك للصحفيين والإعلاميين الشباب في حضرموت؟


أقول لهم: تمسكوا بالمهنية، وكونوا صوتاً للحقيقة، ولا تخضعوا لأي ضغوط تحاول تقييد حريتكم. الصحافة ليست مجرد مهنة، بل مسؤولية وأمانة، ونحن في النقابة سنظل ندافع عن حقوق الصحفيين وندعمهم بكل الإمكانيات المتاحة.


الختام:

في ختام هذا اللقاء، نشكرك أستاذ فاروق على هذا الحوار الثري، ونتمنى لكم التوفيق في جهودكم لدعم الصحافة والصحفيين.

شكراً لكم، ونتمنى أن نكون دائماً عند حسن ظن الجميع.