لا يزال ريال مدريد ينافس بقوة على الثلاثية في الموسم الحالي (الليجا - كأس الملك - دوري أبطال أوروبا)، لكنه في ظل التذبذب في نتائجه، قد يصبح مهددًا بالخروج بلا أي لقب.
وأثار ريال مدريد قلق جماهيره، بعد الخسارة من ريال بيتيس (2-1)، السبت الماضي في الليجا، خاصة أنه يستعد للدخول في المرحلة الحاسمة من الموسم، والتي تبدأ اليوم الثلاثاء، بمواجهة أتلتيكو مدريد.
ويحل أتلتيكو مدريد ضيفًا ثقيلًا على جاره اللدود ريال مدريد مساء اليوم الثلاثاء في مواجهة نارية بذهاب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، في معقل الميرنجي ملعب "سانتياجو برنابيو".
وتأهل أتلتيكو مدريد مباشرة إلى دور الـ16 بعدما احتل المركز الخامس في مرحلة الدوري، بينما اضطر ريال مدريد لخوض الملحق أمام مانشستر سيتي بعد فشله في التواجد ضمن المراكز الثمانية الأولى.
ونجح ريال مدريد في الفوز على مانشستر سيتي ذهابًا وإيابًا بنتيجة (3-2) و(3-1) في الملحق.
معنويات متباينة
يدخل الفريقان هذه المواجهة بحالة معنوية متباينة؛ حيث يعاني ريال مدريد من تراجع في مستواه عقب خسارته الأخيرة أمام ريال بيتيس ما أدى إلى تراجعه للمركز الثالث في الليجا.
في المقابل، يعيش أتلتيكو مدريد فترة من الثقة بعد فوزه على أتلتيك بيلباو (1-0)، ليستمر في المنافسة على صدارة الدوري الإسباني، حيث يبتعد بفارق نقطة وحيدة عن برشلونة صاحب المركز الأول.
وشهد دوري أبطال أوروبا 4 مواجهات إقصائية بين الفريقين بين عامي 2014 و2017، كان أبرزها نهائي البطولة عامي 2014 و2016، واللذين انتهيا بتتويج ريال مدريد على حساب غريمه.
الآن، بعد مرور 8 سنوات، يعود الفريقان إلى المواجهة الأوروبية مجددًا، في لقاء قد يكون حاسمًا لمصير كل منهما في البطولة.
وانتهت مواجهتا الفريقين في الليجا هذا الموسم بالتعادل (1-1)، لكن تبقى التفاصيل الصغيرة عاملًا مؤثرًا من أجل حسم الصدام الأوروبي.
ورغم ذلك، يبقى أتلتيكو مدريد مطالبًا بكسر عقدة الماضي، حيث لم يحقق سوى 3 انتصارات فقط من أصل 10 مواجهات أوروبية أمام ريال مدريد، بينما انتهت مباراتان بالتعادل، وحقق الريال الفوز في 5 مناسبات.
موسم صفري
رغم البداية القوية لريال مدريد هذا الموسم، إلا أن الفريق يُواجه خطر إنهاء الموسم دون تحقيق أي لقب، في ظل المنافسة الشرسة في جميع البطولات التي يُشارك بها.
ففي الليجا، يحتل ريال مدريد حاليًا المركز الثالث برصيد 54 نقطة، متأخرًا بفارق نقطتين عن أتلتيكو مدريد الثاني، و3 نقاط عن برشلونة المتصدر.
ومع تبقي عدد قليل من المباريات، فإن أي تعثر جديد قد يُبعد الفريق عن المنافسة على اللقب، خاصة في ظل الأداء المتذبذب الذي يُقدّمه الفريق في بعض المباريات مع ثبات مستوى برشلونة وأتلتيكو مدريد.
وفي دوري أبطال أوروبا، رغم تأهل ريال مدريد إلى الأدوار الإقصائية، إلا أن مشواره لم يكن مقنعًا بالشكل الكافي، حيث احتل المركز الثاني عشر في مرحلة الدوري، إذ حصد 15 نقطة فقط، خلال 8 مباريات خاضها، وحقق خلالها 5 انتصارات، وتلقى 3 هزائم، مما اضطره لخوض ملحق التأهل إلى دور الـ16 ضد مانشستر سيتي.
واليوم، يُواجه اختبارًا صعبًا أمام أتلتيكو مدريد، فإما يُثبت قدرته على المنافسة وتكون بداية استفاقة حقيقية أو يُواصل ترنحه ويُودّع البطولة مبكرًا.
أما في كأس الملك، فوضع ريال مدريد قدما في المباراة النهائية، بعد الفوز خارج ملعبه (1-0) ضد ريال سوسيداد في ذهاب الدور نصف النهائي.
وفي حال عبور مباراة الإياب، فإن ريال مدريد سيصطدم في النهائي ببرشلونة أو أتلتيكو مدريد، اللذين تعادلا (4-4) في مباراة الذهاب على ملعب البارسا.
كما فشل ريال مدريد أيضًا في التتويج بلقب كأس السوبر الإسباني بعدما خسر أمام برشلونة في المباراة النهائية بالمملكة العربية السعودية بنتيجة (5-2).
اللقب الوحيد الذي تمكن ريال مدريد من تحقيقه حتى الآن هذا الموسم هو كأس الإنتركونتيننتال بعد فوزه على باتشوكا المكسيكي بنتيجة (3-0)، لكنه يبقى لقبًا أقل أهمية مقارنة بالبطولات الأخرى.
مفترق طرق
حاليًا، يقف ريال مدريد أمام مفترق طرق في موسمه، حيث أصبح مطالبًا بالقتال على لقب الدوري الإسباني وتحقيق نتائج إيجابية في دوري الأبطال لتجنّب موسم كارثي دون ألقاب.
مواجهة الليلة أمام أتلتيكو مدريد قد تكون نقطة تحوّل مهمة، فإما يُؤكد الفريق جاهزيته للمنافسة الأوروبية، أو تتواصل الشكوك حول قدرته على تحقيق أي لقب هذا الموسم.
كل الأنظار ستكون موجهة إلى ملعب سانتياجو برنابيو الليلة، حيث سيسعى الملكي إلى مصالحة جماهيره ومحو آثار الهزيمة ضد بيتيس في الليجا، وإعلان الاستفاقة في المرحلة الحاسمة من الموسم الحالي.