آخر تحديث :الإثنين-03 مارس 2025-09:00م
أخبار عدن

خور مكسر بين صورتين وعهدين

الإثنين - 03 مارس 2025 - 02:42 م بتوقيت عدن
خور مكسر بين صورتين وعهدين

بين صورتين تفصل بينهما أكثر من ستين عامًا، تقف مدينة عدن شاهدة على تحولٍ قاسٍ من مدينةٍ مزدهرة وحضارية إلى شوارع مهجورة ومتهالكة. جولة البجع في خور مكسر، التي كانت ذات يوم ملتقى للحياة والحضارة، أضحت اليوم مرآة للإهمال والتردي، في مشهد يجسد الفرق الشاسع بين عهدين.


في الصورة الأولى، يظهر خور مكسر في زمنه الذهبي، حينما كانت الشوارع ممهدة، والأرصفة نظيفة، والمباني مشرقة بالحياة، وكان النظام والازدهار عنوانًا لمدينة كانت مركزًا اقتصاديًا وسياحيًا، تنافس كبريات المدن العربية. سيارات الأجرة الكلاسيكية تجوب الطرق، والمشاة يتحركون في بيئة منظمة تنبض بالحيوية.


أما الصورة الثانية، فهي الحقيقة الموجعة لعدن اليوم، حيث تحولت الشوارع إلى طرقات متشققة، والبنية التحتية إلى ركام من الإهمال، بينما غابت المظاهر الجمالية التي كانت تميز المدينة، وحلّت محلها أكوام القمامة، وأعمدة الكهرباء المهترئة، والمباني المتهالكة، في انعكاس واضح لانهيار الخدمات وانعدام الاهتمام الرسمي.


من مدينة مضيئة إلى معاناة بلا نهاية

عدن التي كانت رمزًا للرقي، أصبحت اليوم تواجه حالة من التراجع المرعب، حيث انهارت الخدمات الأساسية، وتفاقمت أزمات الكهرباء والمياه، وتهالكت الشوارع التي كانت يومًا ما عنوانًا للنظام والتطور. أصبح السير في شوارعها رحلة محفوفة بالمطبات والمخاطر، في ظل غياب أي مشاريع حقيقية لإعادة إعمار المدينة التي كانت درةً للبحر العربي.


هل لعدن فرصة للعودة؟

أبناء عدن الذين شاهدوا مدينتهم تنهار أمام أعينهم يتساءلون: هل هناك أمل في عودتها إلى سابق عهدها؟ هل سيأتي اليوم الذي تستعيد فيه خور مكسر وعدن ككل روحها القديمة، وتنفض غبار الإهمال عن ملامحها التي تتلاشى؟ أم أن هذا الواقع سيظل وصمة ألم في ذاكرة الأجيال القادمة؟


ما بين صورتين وعهدين، تحكي عدن قصتها بألمٍ صامت، وحنينٍ لماضٍ أجمل، فيما ينتظر أبناؤها من يعيد لها بريقها الذي خطفه الإهمال والفساد والصراعات.