في ظل تردي الأوضاع المعيشية، وانهيار الخدمات، وغلاء الأسعار، والواقع السلبي الذي تشاهده يوميًا في زحمة وروتين الحياة، تجد أحيانًا مشهدًا مفاجئًا يدخل الفرح والسرور إلى قلبك، ويمنحك بصيصًا من الأمل في هذا البلد.
عندما ترى موظفًا أو عاملًا يؤدي عمله بإخلاص، دون ملل أو كلل، في كل الأوقات والمناسبات، سواء كان الجو حارًا أو باردًا، تجده صبورًا، طيبًا، مبتسمًا دائمًا في تعامله وتوجيهه لحركة السير.
رجل المرور علي محمد هيثم.. نموذج للصبر والالتزام
نتحدث هنا عن رجل المرور علي محمد هيثم، الذي يؤدي عمله بإخلاص رغم الظروف الصعبة. يقول لي:
“رغم ما نلاقيه ونتعرض له في عملنا من استهتار وعدم احترام من قبل بعض السائقين والمارة، إلا أننا نؤدي واجبنا بكل أمانة وإخلاص، بما يمليه علينا ضميرنا الإنساني وواجبنا الوطني في خدمة الوطن والمواطن، لكن ظروفنا المعيشية أصبحت صعبة ولا تُطاق.”
راتب لا يكفي للمعيشة
يضيف قائلًا:
“إذا نظرت إلى الراتب، فلا يتجاوز 70,000 ريال، ولديّ أسرة تتكون من أكثر من سبعة أفراد! بالله عليك، ماذا يمكن أن أفعل بهذا المبلغ الضئيل مع الغلاء الفاحش؟ هل يكفي للمعيشة؟ أم الدراسة؟ أم العلاج؟”
ويواصل حديثه، وعلى لسانه تسمع المرارة والحزن في كلماته، قائلًا:
“أنا وكثير من زملائي، مع كل ما نعانيه يوميًا، نشعر بالغبن والظلم في عدم المساواة، حين نستلم راتبًا لا يساوي قيمة كيس أرز، بينما زملاؤنا في نفس الدفعة والتخرج حصلوا على ترقيات وتسويات رفعت مرتباتهم، وكأن البلد ليس فيها نظام وقانون ينظم الجميع حسب المؤهل والخدمة.”
رسالة إلى المسؤولين: رعاية رجال المرور ضرورة
نوجه هنا نداءً بكل احترام وتقدير إلى وزير الداخلية ومدير المرور، بأن هؤلاء الجنود المجهولين – رجال المرور – هم من يستحقون الرعاية والاهتمام، عبر رفع رواتبهم وتقديم الحوافز لهم.
فهم يعملون يوميًا وبشكل مباشر مع المواطنين، في ظروف بالغة الصعوبة، ويحتاجون إلى الدعم وتذليل العقبات أمامهم، حتى لا يضطروا إلى اللجوء إلى وسائل أخرى للحصول على المال، مما قد يسيء إليهم وإلى المنظومة الأمنية بشكل عام.
✍️ جهاد عوض
