أقام مركز النماء للإعلام الإنساني حلقة نقاش بعنوان "كيف يجب أن نفهم الأزمة الإنسانية في اليمن؟" بمشاركة نخبة من المتخصصين في الشؤون الإنسانية والسياسية.
وجاءت هذه الفعالية بهدف تحليل الأزمة الإنسانية في اليمن من منظور شامل وعميق واقتراح حلول مبتكرة لمواجهة التحديات التي تعيق الاستجابة الفعالة.
*فهم أعمق ومنهجي للأزمة الإنسانية*
في بداية الجلسة، تحدث عبدالرزاق البكيلي المختص في الشؤون الإنسانية، عن ضرورة تجاوز النظرة السطحية للأزمة وأكد أن الوضع الإنساني في اليمن لا يمكن فهمه بشكل أحادي الجانب بل هو نتاج تفاعل معقد بين عوامل سياسية، اقتصادية، اجتماعية وبيئية.
وأضاف أن فهم الأزمة يتطلب تبني منهجية تحليلية شاملة تعتمد على التفكير العميق والاستراتيجي هذا النهج يساعد في تقديم تصور أكثر دقة للمشكلة ويمهد الطريق لحلول مستدامة وفعالة.
*ضرورة التعافي الاقتصادي وإعادة بناء المؤسسات*
من جهته أشار هاني يحيى مبارك مختص في الشؤون الإنسانية إلى أن بناء استجابة فعالة للأزمة الإنسانية في اليمن يتطلب إصلاحات جذرية تشمل التعافي الاقتصادي وإعادة بناء مؤسسات الدولة المركزية وقال:
بدون تعافي اقتصادي وإعادة بناء المؤسسات ستظل الجهود الإغاثية والسياسية محدودة الأثر يجب أيضًا إنهاء حالة الفوضى ووقف العنف لتحقيق العدالة وتعزيز الثقة في الدولة.
*حلول ابتكارية للاستجابة الإنسانية*
بدورها، ناقشت عبير الحميدي المتخصصة في الشؤون الإنسانية ضرورة إعادة التفكير في الاستجابة الإنسانية في اليمن. وأكدت على أهمية تبني حلول ابتكارية تكون أكثر ملاءمة للسياق اليمني وقادرة على تحقيق فاعلية أكبر.
"نحن بحاجة إلى تفكير خارج الصندوق وبناء قدرات وطنية ومحلية للاستجابة الذاتية، بالإضافة إلى ذلك يجب تخفيض التكاليف الإدارية الباهظة لضمان استدامة الجهود الإنسانية.
*الفجوة بين الوزن السياسي والفعل الفعلي*
كما تناول محمد المعزب المحلل السياسي دور المنظمات الأممية والدولية في مواجهة الانتهاكات والتدخلات التي تعيق الاستجابة الإنسانية. وأشار إلى أن هذه المنظمات رغم امتلاكها وزنًا سياسيًا كبيرًا غالبًا ما تفشل في تحويل هذا الوزن إلى فعل فعلي.
هذه الفجوة بين القدرة السياسية والفعل الفعلي تُعد أحد التحديات الرئيسية. يجب تعزيز استقلالية هذه المنظمات وتحسين التنسيق بينها لضمان استجابة أكثر فعالية."
*الإنساني*
من جانبه أكد أكرم الوليدي مدير مركز النماء للإعلام الإنساني أن هذه الحلقة النقاشية تأتي ضمن جهود المركز لتعزيز الفهم العميق للأزمة الإنسانية في اليمن وطرح حلول عملية تتناسب مع تعقيداتها المتعددة.
وقال لا يمكننا الحديث عن حلول فعلية للأزمة الإنسانية في اليمن دون الاعتراف بجذورها السياسية والاقتصادية والاجتماعية نحن بحاجة إلى نهج جديد يعيد ترتيب الأولويات ويضع الإنسان في صدارة الاهتمام مركز النماء ملتزم بمواصلة هذا الدور وتقديم رؤية متكاملة تساهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني.
واختتمت الحلقة النقاشية بتوصيات عدة أبرزها ضرورة تبني نهج شمولي لفهم الأزمة الإنسانية في اليمن ودعم التعافي الاقتصادي وإعادة بناء المؤسسات وتبني حلول ابتكارية تكون أكثر ملاءمة للسياق اليمني كما أكد المشاركون على أهمية تعزيز دور المنظمات الدولية في مواجهة الانتهاكات وضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى المحتاجين.
ويهدف مركز النماء للإعلام الإنساني من خلال هذه الفعاليات إلى إثراء النقاش العام حول القضايا الإنسانية الملحة وطرح حلول عملية تساهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني وتحقيق الاستقرار في البلاد.