قبل أيام قليلة من دخول شهر رمضان المبارك، أطلق مكتب الصناعة في عدن تسعيرة رسمية لأسعار اللحوم، المواد الغذائية، الخضروات وغيرها، في خطوة بدت وكأنها هدية رمضانية للمواطنين. لكن المفاجأة الكبرى جاءت مع أول يوم من رمضان، حيث لم يلتزم أحد بهذه التسعيرة، وكأن القرار كان مجرد “إعلان موسمي” لم يحظَ حتى باحترام من أطلقوه!
في الأسواق، الأسعار ترتفع وكأنها تصعد سلم الجنة، والتجار يتعاملون مع التسعيرة كما يتعامل الصائم مع أذان المغرب: لا يُؤخر ولا يُلغى، بل يتم تجاهله بالكامل! أما المواطن، فقد بات بين نار الجوع ونار الأسعار، يتساءل في حيرة: هل القرار كان للتطبيق، أم فقط لملء صفحات الجرائد والتصريحات الرسمية؟
يبدو أن الجهات المعنية في عدن أرادت تسجيل “هدف إعلامي” قبل رمضان، لكن التجار قرروا أن يكونوا “حكام المباراة”، لا أحد يراقبهم، ولا أحد يحاسبهم، والنتيجة المواطن يدفع الثمن.. بالمعنى الحرفي والمجازي!
فهل ستتحرك الجهات المسؤولة لضبط الأسعار فعلًا، أم أن التسعيرة ستظل مجرد شعار رمضاني موسمي، مثل زينة الشوارع التي تختفي بعد العيد.
