وبناءً على ما سبق، توقّع البعض أن مستوى الذكاء الصُنعي في شبكة فيسبوك سيزداد بشكل ملحوظ، فمهارات رئيسها التنفيذي مكّنته من بناء مساعد رقمي من الصفر، وهذا يعني أن تخصيص فريق كامل لتلك التقنيات سيؤدّي لطفرات كبيرة في هذا المجال. لكن الواقع كان عكس ذلك تمامًا منذ تلك الحقبة.
شهدت شبكة فيسبوك مع نهاية 2016 واحدة من أكبر الكوارث الإلكترونية التي ساهمت في تغيير وإثارة الرأي العام، وذلك بعد العثور على تدخّل روسي في نتائج الانتخابات الأمريكية بدأ في شبكة فيسبوك، وذلك عبر حملات إعلانية استهدفت شريحة مُعيّنة من المواطنين في أمريكا لدفعهم على التصويت للرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب.
وبعد الانشغال في 2017 بتلك القضيّة التي كان مصدرها خوارزميات الذكاء الصُنعي التي ساهمت بنشر الأخبار الكاذبة دون التأكّد من صحّتها، بدأت فيسبوك 2018 بمجموعة من البيانات الصحفية المُتتالية التي تستهدف تطبيقاتها الذكية، لتُعلن أولًا عن إيقاف مُساعدها الرقمي “إم” M، الذي بدأت العمل على تطويره منذ 2015. بعدها بأيام قليلة، خرجت الشبكة لتُعلن عنقسم جديد للأخبار المحليّة داخل التطبيق، وهو قسم يعرض أخبارًا تم اختيارها بالتنسيق بين الخوارزميات وفريق من المُحرّرين، لتتخلّى بذلك عن تلك الخوارزميات الذكية التي كانت مسؤولة عن اختيار أبرز الأخبار لعرضها للمستخدم.
ولم تنتهي إعلانات فيسبوك عند هذا الحد، فـ “زوكربيرغ” خرج ليؤكّد عن تغييرات جذرية في طريقة عرض المواضيع داخل فيسبوك وذلك بتعديل خوارزميات آخر المشاركات News Feedd، لتُركّز على مشاركات الأصدقاء عوضًا عن المشاركات التي تنشرها الصفحات والحسابات العامّة، والتي غطّت على مشاركات العائلة والأصدقاء في السابق.