آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

في ظل هذا الصراع ..ماذا عن الحراك ؟

السبت - 08 مارس 2014 - الساعة 09:16 م
سالم ثابت العولقي

بقلم: سالم ثابت العولقي
- ارشيف الكاتب


جنيف1وجنيف2 تحديداً لم يكونا للتفاوض بين وفد الائتلاف السوري المعارض ونظام الأسد بشكل رئيسي وأن بدأ ذلك ظاهرياً لنا "كعرب أغبياء" بل كان المؤتمران للتفاوض على خارطة العالم الجديدة في ظل الصراع الروسي الامريكي وحلفائهما وما سوريا إلا أحد أوجه الصراع  كما انني اتوقع أن سحب كلا من السعودية والامارات والبحرين لسفرائهم من قطر يأتي في إطار الصراع المذكور وخصوصاً أن قضية "الجيش والاخوان" في مصر وقضية "النفط في الخليج" أحد موضوعات الصراع الامريكي الروسي الذي أنفجر في اوكرانيا قبل أيام  وبطبيعة الحال فأن بوادر الأزمة الخليجية الأخيرة تأتي في إطار الحروب بالوكالة التي تخوضها امريكا وكذلك روسيا في الكثير من بلدان العالم.

 

نستطيع أن نفهم هذه المتغيرات المخيفة على أنهـا صراع تاريخي مزمن بين تلك القوتين والحقيقية أن الصراع بين امريكا وحلفائها وروسيا وحلفائها هو صراع من أجل البقاء" كون النتيجة المترتبة على صراع من هذا "النوع" ستكون بكل تأكيد "شكل النظام العالمي الجديد" في ظل الإنحدار التي تمر به امريكا وحلفائها وحالة النشوة والصعود التي تمر بها روسيا وحلفائها والحديث هنـا عن الحلفاء يطول لاسيما في البلدان التي تشهد مخاضات ثورية ومسار تحول قد يكون خاضعاً للسياسة الدولية واطرافها المتصارعة وبالتالي ما هو مصير ذلك التحول في تلك البلدان! طالما ومسارات التحول اصبحت خاضعة في هذه الحالة لما يسمى بالثابت والمتغير في السياسة الدولية !

 

في ظل هذا الصراع ..ماذا عن  الحراك ؟

يمكنني القول إنطلاقاً من تلك المتغيرات أن المحور الأول سيكون كالتالي: امريكا وحلفائها..بريطانيا وفرنسا وتركيا والسعودية وقطر ويضاف لهم العديد من القوى الارهابية كجماعة أنصار الشريعة وداعش ولواء الشام وتنظيم القاعدة في العراق و...الخ  كجماعات تأتي في إطار التكتيك والإستراتيجية الامريكية لابتزاز المحور الثاني وهو روسيا وحلفائها..الصين وايران وسوريا والجزائر وحزب الله وانصار الله ويمكن القول أيضاً أن هذا المحور قد نجح في إستقطاب فصيل من فصائل الحراك الجنوبي.

 

قضية الجنوب والأزمة اليمنية بشكل عام تعتبر أحد حلقات مسلسل هذا الصراع ولأننا معنيين بقضية الجنوب وكأنصار للحراك السلمي الجنوبي التحرري يصبح السؤال القائم امامنا كالتالي : في ظل هذا الصراع وآثاره الكبيرة على السياسة الدولية وجوارنا الاقليمي بشكل خاص كيف يستطيع الحراك الجنوبي أن يحدث تغييراً ويجد له مكاناً في هذه الزحمة مستغلا تلك التجاذبات التي لن تنتهي في وقت قريب؟

 

 صدقوني: لن يستطيع الحراك إحداث أي متغير في الوقت الراهن لأن أي تحالفات أو سياسات معينة لا تتم إلا عن طريق مؤسسة واحدة تنظيميا وسياسياً وهذا لا ينطبق على الحراك حالياً ولهذا فأن أي محاولة لإقحام الحراك في تلك المعسكرات بشكل أو بآخر لن يكون مجدي إطلاقاً وما علينا كجنوبيين إلا توحيد الصف والقيادة والبرنامج السياسي لنواكب تلك التطورات لنحدث من خلالها أثراً يدفع بقضيتنا ومطالبنا إلى الامام ويبقى المؤتمر الجنوبي الجامع فرصة حقيقية قائمة لتحقيق ذلك فهل نحسن استغلال هذه الفرصة  أم سنتفنن في إهدار الفرص امام المرمى كالعادة.

 

 

همسـة:

" الفرصة ليست حماراً حتى تكرر نفسها" من سيخبر الرموز التاريخية الجنوبية بذلك...وكفى.