آخر تحديث :السبت-19 أبريل 2025-02:00ص

السلطة حينما تتحول الى أداة للظلم

الثلاثاء - 15 أبريل 2025 - الساعة 10:51 ص
منصور بلعيدي

بقلم: منصور بلعيدي
- ارشيف الكاتب



في تاريخ البشرية، لطالما كان الظلم أحد أعظم الآفات التي تهدد المجتمعات وتُضعف أركانها.

وعندما يُمارس الظلم باستخدام أداة السلطة، يتحول إلى قوة مدمرة تُقهر بها الكيانات وتُذل الأفراد، ظناً من الظالم أنه امتلك الدنيا وما عليها.

لكن التاريخ والواقع يُثبتان أن الظلم لا يدوم، وأن دعوة المظلوم قادرة على زلزلة أركان أي سلطة مهما بدت قوية.


الظالم الذي يستخدم سلطته لقهر الرجال وإذلالهم يعيش في وهم السيطرة المطلقة، متناسياً أن الله يُمهل ولا يُهمل.

في غفلته، يظن أن قوته تمنحه الحصانة من العواقب، لكنه يغفل عن الحقيقة الأزلية:

*"إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يُفلته."*

هذه الكلمات ليست مجرد تحذير، بل هي قانون إلهي يُظهر أن الظلم مهما طال أمده، فإن نهايته محتومة.

فالظلم والسلطة غفلة قاتلة.


*دعوة المظلوم: سلاح لا يُقهر*

دعوة المظلوم هي السلاح الذي لا يمكن لأي قوة أن تصده.

إنها الاتصال اللاسلكي الذي يصل إلى السماء دون حجاب، يحمل معه الألم والحق، ويُحرك عدالة السماء.


كم من ظالم ظن أنه في مأمن من العواقب، فإذا بدعوة مظلوم تُطيح بسلطته وتجعله في مهب الريح، عبرةً لمن يعتبر.


*دروس من التاريخ: نهاية الظالمين*

التاريخ مليء بالعبر لمن أراد أن يتأمل. كم من طاغية تجبر وظلم، فكانت نهايته عبرة للأجيال.

من فرعون الذي قال: *"أنا ربكم الأعلى"،*

إلى طغاة العصر الحديث، جميعهم سقطوا تحت وطأة ظلمهم، لأن الظلم لا يبني أمجاداً، بل يُمهّد للهلاك.


*العدل أساس الملك*

السلطة ليست امتيازاً للقهر، بل مسؤولية لتحقيق العدل.

*الظلم قد يمنح الظالم شعوراً مؤقتاً بالقوة، لكنه في النهاية يُهدم أركان سلطته ويُسقطه في هاوية لا قرار لها.*

على كل صاحب سلطة أن يتذكر أن العدل هو ما يُبقي الأمم، وأن الظلم هو بداية النهاية .. فاعتبروا بمن سبقكم، لأن النهاية واحدة لكل من سلك طريق الظلم.